علم الفلك

الفوهات البركانية: كيفية تشكلها وأماكن تواجدها على سطح القمر في اليوم الثالث

2013 دليل مراقب القمر

بيتر غريغو

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

برزت الفوهة البركانية كليوميديس (126 كم) في أشعة الشمس الصباحية مباشرة شمال بحر الأزمات، يحدد معالم قاعها الرمادي الأملس نسبياً فوهتان، جبل صغير وأخدود شوكي، ويتطلب الأخير فُتحة لا تقل عن 150 ملم لإبانته. وعلى الأسوار الخارجية الشمالية الغربية لفوهة كليوميديس، الفوهة المعقدة ترالز (43 كم) جديرة بالدراسة في تليسكوب قدرة عالية. بدون شكل تشكلت فوهة ترالز بعد كليوميديس، ربما نتيجة لارتطامات متعددة شبه متزامنة إذ يمكن تتبع أثر ما لا يقل عن ثلاثة آثار فوهات متداخلة في الشكل التضاريسي الواحد تقع إلى شمال كليوميديس فوهة ارتطامية متعددة أخرى أكبر بكثير، بوركهاردت (57 كم). وتشبه هذه الفوهة، بفوهتها المركزة الرئيسة وونتوءيها التوأمين، بعض الرسومات التليسكوبية المبكرة لكوكب زحل ومقابضه، البارزة في الحقبة التي سبقت عمل كريستيان هيوجينز في استنتاج الطبيعة الحقيقية للحلقات (حول زحل). فوهة جيمينوس ( 86 كم) هي فوهة بارزة أخرى في هذه المنطقة حوالي 40 كم شمال بوركهاردت. ولها جدار مسطح منحدر السطوح وبحيرة فضية من جبل مركزي. يعبر زوج متوازٍ من الوديان الضحلة السهول الرمادية بعيداً عن الحافة الجنوبية لفوهة جيمينوس إلى مسافة حوالي 80 كم، غير أنها تحتاج فُتحة أكبر لمشاهدتها جيداً. وإلى أقصى شمال جيمينوس، تظهر في المشهد فوهة ميسالا (124 كم) المنسبطة ذات الجدران الأقل بروزاً بقاعها المثير غير المتعرج الذي يعج بالفويهات والهضاب.

وظهرت في المشهد فوهة انديميون (125 كم) الكبيرة ذات السهل المحاط بجدران بين بحر هامبولدت على الحافة الشمالية الشرقية لقرص القمر وخط الفصل بعمر ثلاثة أيام. عدة سهول ذات جدران أخرى – وبشكل ملحوظ أفلاطون وأرخميدس- تشبه فوهة انديميون بشكلها العام شبه الدائري وقاعها المعتم الأملس، غير أن ولا واحدة منها تقاربها في الحجم. تظهر فوهة انديميون في هذه الإضاءة الصباحية الباكرة ملتصقة بسهل أكبر بجدران إلى الشمال الشرقي منها، غير أن هذا السبب هو شكل تضاريسي متآكل جداً وليس له اسم حالياً.

ينقسم بحر الخصوبة بواسطة خط الفصل الصباحي، وستظهر الدراسة عن كثب العديد من الحيود المجعدة: حيد كوشمان، حيود كاتو وحيد كايوكس في الشمال؛ ومنظومة حيود جايكي المشربكة (بطول 240 كم) إلى أقصى الجنوب؛ وحيود ماوسون بطول 180 كم وعرض أكثر من 10 كم في بعض الأماكن. وإلى جنوب بحر الخصوبة، تتصل فوهة سنيليوس (83 كم) بأحد أطول الوديان على القمر – وادي سنيليوس، وهو سلسلة طولها 500 كم من الفوهات البركانية المتصلة فيما بينها والمتشكلة بفعل الركام الذي خلفه ارتطام نيكاتريس (ارتطام بحر الرحيق). ويبدو الوادي تحت درجة التكبير المنخفضة مثل خط أسود يمتد من خط الفصل وينتهي عند الحافة الغربية لفوهة سنيليوس، ولكنه يشق طريقة فعليا عبر القاع الجنوبي لفوهة سنيليوس ويستمر نحو حافة قرص القمر. يقع وادي رايتا على بعد حوالي 250 كم جنوب فوهة سنيليوس. وطوله أكثر من 500 كم ويتجاوز عرضه 50 كم في بعض الأماكن، ويشق طريقه باتجاه جنوب شرق عبر النجود الجنوبية من الفوهة البركانية رايتا (66 كم) إلى الفوهة البركانية ريماروس (48 كم). ومثل وادي سنيليوس يبدو أنه يتقاطع شعاعياً مع بحر الرحيق وربما تشكل نتيجة ارتطامات ثانوية من التصادم النجمي الذي أدى إلى تشكل حوض بحر الرحيق.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى