الكواكب المُشاهدة من الأرض
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الكواكب المُشاهدة من الأرض
كلمة ’planet’ (كوكب) تعني في الحقيقة ’الجوّال‘، ولقد تم التعرف على الكواكب في البداية ومنذ العصور القديمة بسبب تحركاتها مقابل خلفيتها الزاخرة بالنجوم. ونظرًا لأن مداراتها ليست مائلة كثيرًا نحو مدار الأرض – أقل من °4 لجميع الكواكب عدا عطارد – لذلك تبدو ضمن نطاق واضح المعالم حول السماء، ويطلق عليه اسم دائرة البروج. هناك اثنا عشر كوكبة بروجية رسمية، مع أن هناك ثالثة عشرة هي أوبيوتشوس (حامل الأفعى) تعبر بالفعل من تلك المنطقة لمسافة معينة.
إن الكوكبين ’الداخليين‘، وهما عطارد والزهرة، أقرب إلى الشمس منا، ولهما طريقتهما الخاصة في التصرف. فهما يبدوان ثابتين في نفس المنطقة العامة من السماء مثل الشمس، مما يجعل من الصعب مراقبتهما – خصوصًا في حالة عطارد، حيث أن أعظم استطالة من الشمس لن تبلغ أبدًا °30. وهما يظهران أطوارا تشابه أطوار القمر، من الجديد إلى الكامل، لكن ثمة فروقات بارزة. ففي الوجه الجديد، يكون الجانب المظلم للكوكب متوجها نحونا، ولا نستطيع رؤيته بالمرة إلا إذا كان الاصطفاف كاملاً، وعندها سيبدو الكوكب في حالة عبور مثل قرص مظلم يعبر وجه الشمس. ولا يحدث هذا كثيرًا، فآخر عبور للزهرة كان عام 2004، وسيتكرر في 6 يونيو 2012، ثم لن يتكرر إلا بعد 105 أعوام حينما يحدث عبوران يفصلهما 8 سنوات. أما حالات عبور عطارد فهي أكثر تكرارا، وكان آخرها في 8 نوفمبر 2006، وسيليها عبور آخر في 9 مايو 2016.
حينما يكون كوكب داخلي في الطور الكامل، يكون عند الجانب الأبعد من الشمس، ومهما بذلت من جهود فهو خارج نطاق الرؤية. وفي أوقات أخرى (الرسم الأعلى يسارًا) قد يكون الوجه هلالاً، نصفًا (الانقسام)، أو محدودبا (بين النصف والكامل). وفي الوجه الجديد، يعتبر الكوكب في حالة اقتران سفلي. أما في الكامل، فيكون في حالة الاقتران العلوي. وتعني هذه التحركات أن أفضل مشاهدة للكواكب الداخلية تكون إما في الغرب بعد غروب الشمس، أو في الشرق قبل شروق الشمس. وهي لا تظل أبدًا فوق الأفق طيلة ليلة كاملة.
تستطيع الكواكب العلوية، التي تقع مداراتها بعد مدار الأرض في النظام الشمسي، بلوغ الاقتران العلوي – لكن من الواضح أنها لا تمر خلال الاقتران السفلي أبدًا. وعندما تُرى بزاوية قائمة بالنسبة إلى الشمس، يقال أنها في حالة تربيع. حينما يقترب كوكب المريخ من التربيع، يُظهر وجها ملحوظًا – منخفضًا إلى 85 بالمئة – لذلك عندما يرى من خلال المقراب فإن شكله يشبه شكل القمر قبل يوم أو يومين من اكتماله. أما الكواكب العملاقة فهي بعيدة جدًا ولا تستبين أوجهها.
حين تصطف الشمس والأرض وكوكب ما، ويكون كوكب الأرض في الوسط، يصبح الكوكب في حالة اقتران، أي أنه مقابل للشمس مباشرة في السماء، ويكون في أفضل مكان للمشاهدة. يُطلق على الفترة الزمنية بين اقترانٍ والذي يليه مصطلح مدة الاقتران.
تظهر تحركات كوكب المريخ في الصورة السفلية إلى اليسار والصورة اليمنى مقابل هذه الصفحة. ومن الواضح أن حالات الاقتران لا تحدث كل عام، فالأرض يجب ’أن تلحق بالمريخ‘، ويبلغ متوسط مدة الاقتران 780 يوم. وستحدث اقترانات كوكب المريخ عامي 2007 و2010، لكن ليس في 2008 و2009. ومع ’تجاوز‘ الأرض للمريخ، ستكون هناك مدة سيتحرك فيها الكوكب أمام النجوم متجهًا من الشرق إلى الغرب أو بإتجاه تراجعي. وتقع الكواكب العملاقة على مسافة بعيدة جدًا، وتتحرك ببطء شديد، فتتعرض للاقتران كل عام. إذ تبلغ مدة اقتران المشترى 399 يوم، أما نبتون فـ 367.5 فقط، لذلك يمر بالاقتران في أقل من يومين بعد نهاية كل عام.
ليس ثمة صعوبة في التعرف على كوكبي المشترى والزهرة، لأنهما دائما السطوع، بينما من المستبعد رؤية عطارد إلا إذا كنت تتعمد البحث عنه، أما كوكب أورانوس فيقع في هامش رؤية العين المجردة، أما كوكب نبتون فهو أبهت منه. يستطيع كوكب المريخ في أفضل حالاته أن يتفوق في سطوعه على الكواكب كلها عدا كوكب الزهرة، أما في أبهت حالاته فهو أشد نورًا بقليل من النجم القطبي بالرغم من أن لونه الأحمر القاني سيفضح أمره في العادة. كوكب زحل أشد سطوعًا من معظم النجوم، ولأنه يستغرق 30 عام لينتهي من رحلة واحدة حول دائرة البروج فمن السهل إيجاده دون صعوبة حالما يتم التعرف عليه أول مرة.
قد تمر الكواكب وتحتجب خلف القمر. والكواكب ذاتها قد تحجب النجوم، ومن المثير مشاهدة هذه الأحداث، لكنها لا تحدث كثيرًا، ويُعد احتجاب نجم ساطع من قبل كوكب أمرًا نادرًا جدًا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]