الكيفية التي تمت بها الاستخدام السياسي السيء للطب النفسي
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة
وفي خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين أصبح العالم واعيا باستخدام القادة الشموليين لمستشفيات الطب النفسي وبخاصة في الاتحاد السوفييتي، كوسيلة لكبت الآراء السياسية للمعارضين الذين لا يوافقون على سياسة الدولة.
ففي عام 1971 كان الاتحاد العالمي للصحة العقلية هو أول منظمة دولية غير حكومية تصدر بيانات تدين فيها الاتحاد السوفييتي بإساءة استخدام الطب النفسي، وتكرر هذا الإعلان خلال المؤتمرات السنوية التي عقدت في السنوات التالية ولعدة سنوات.
وكانت أكثر التشخيصات الطبية استخداما كمبرر للحجز الإجباري في مستشفى الأمراض العقلية هو مرض "الفصام البطء Sluggish Schizo-phrenia الذي صاغه أندريه شنيفنسكي Andrie Schnevnesky أحد كبار أطباء الأمراض العقلية في الاتحاد السوفيتي ورائد مدرسة موسكو في الطب النفسي.
وكانت المظاهر المرضية المميزة للفصام البطيء السلوك المضاد للدولة بما في ذلك ضلالات وأوهام الدعوة الإصلاحية.
وبمجرد إدخال الضحية إلى المستشفى بدأت تمارس عليه إجراءات لتغيير عقله وفكره، وعلاج شديد الإيلام.
وكان كتاب (كيتري Kittree 1971) بعنوان "الحق في أن تكون مختلفا: الانحراف والعلاج الإجباري" هو رد الفعل المنشور عن هذا الأمر.
وقد وسم ووصف مؤلف هذا الكتاب بواسطة نظام الطب النفسي السوفييتي بأنه داعية للبرجوازية الفردية، وذلك حينما طلبت منه المشورة بناء على دعوة رسمية في عام 1972 في ليننجراد.
فدعا إلى إلغاء اعتبار السلوك المضاد للدولة اساس للتشخيص النفساني، ونادى باتباع الأسلوب الفردي في العلاج النفساني لمن يشخص مرضهم على أنه فصام.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]