المحتوى المعرفي المتواجد لدى نظرية بياجيه
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
نظرية بياجيه العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
ينظر البعض إلى مفهوم المرحلة عند بياجيه على أنه المفهوم الأكثر انتشاراً وتعبيراً عن مجمل نتائج النظرية ، لكن مفهوم المرحلة وبصرف النظر عن مكانته بين المفاهيم الأساسية الأخرى لبياجيه لا يمكن فهمه دون أن يسبق ذلك تحديد لمفهوم البنى المعرفية التي نستطيع أن نميز من خلالها بين مرحلة وأخرى .
وهذه البنى المعرفية لا يمكن فهمها دون فهم الثابت والمتغير أو الوظائف العقلية والمحتوى المعرفي التي من خلالها تتكون البنى ، وهكذا نرى أن التعرف على المفاهيم الأساسية لا بد وأن يتم وفق منطق .ت
وبعاً لنظام يبدأ بأبسط وحدات السلوك الذي يمكن ملاحظته ولا ينتهي إلا بالوحدة ذات الاستقلالية النسبية ألا وهي المرحلة ، وعلى هذا الأساس فإننا نعرض المفاهيم الأساسية لبياجية كالتالي :
1- المحتوى Content :
المحتوى عند بياجيه هو "مضمون السلوك الذي ميكن ملاحظته، فنحن حين نتحدث عن قيام طفل بالالتفاف حول عائق يعترض سبيل وصوله إلى هدف ما ، نكون بصدد محتوى سلوكي" (غنيم ، 1974: 128) وهو" ماذا يعرف الطفل بشرط أن تظهر هذه المعرفة في سلوك يمكن ملاحظته ويعكس نشاطاً عقلياً سواء كان هذا السلوك حركي او مفاهيمي" (Wadsworth, 1989, p. 37).
والمحتوى هو الأفعال المعرفية المحددة التي تعبر عن الذكاء في أي مرحلة من مراحل النمو ، مثل صورة بصرية ، صورة سمعية ، مفهوم رياضي ، رمز مجرد ، حل مشكلة ، أو تفسير عقلي لبقاء الاشياء أو الاحتفاظ.
ومن بين المفاهيم الثلاثة : البنى المعرفية والوظائف المعرفية والمحتوى المعرفي ، فإن المحتوى المعرفي فقط هو الذي يمكن أن يقاس مباشرة ، أما الوظائف والبنى فلا يستدل عليها إلا من المحتوى" (Brainerd, 1978, p. 17) وأخيراً يعرف (ginsburg & Opper, 1988, p. 15) المحتوى بأنه "ما يشير إلى ما يفكر فيه الفرد في لحظة ما في مشكلة محددة".
من هذه التعريفات الاربعة نستيطع القول إن المحتوى هو ما يصدر عن الفرد ويمكن ملاحظته ، ويتدل منه في الوقت نفسه على المستوى الذي وصل إليه هذا الفرد في كل من الوظائف المعرفية والبنى المعرفية .
ومن الجدير بالذكر ، أن بياجيه قد لفت الانظار منذ كتابيه الاوليين عن مفهوم الطفل للعالم وللعلية الفيزيقية في عام 1920 ، إن دراسة المحتوى المعرفي ليست كافية لدراسة سيكلوجية الذكاء ، إذ أنها لا تصل إلى جوهر الموضوع ولا تفسر لماذا تأخذ الأفكار الشكل الذي تتخذه وأنه لفهم سيكلوجية الذكاء حقيقية فإنه يلزمنا فهم العمليات الكامنة والمحددة لهذه المحتوى .
ولهذا السبب بالذات نجد ان بياجيه قد كرر في اكثر من موقع أن معظم اختبارات الذكاء ولدرجة كبيرة تقوم على عينات من محتوى معرفي ولا تمتد إلا بدرجة قليلة إلى تناول العمليات العقلية وهي بهذا الشكل مقاييس كمية وليست كيفية ، وأنه ينبغي ان تقيس اختبارات الذكاء البنى والعمليات العقلية لو أردنا أن نقيس الذكاء قياساً كاملاً وصحيحاً .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]