المحطات التي شهدتها الشابة “ساسكيا فان هولتن” لنجاح مشروعها
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ساسكيا فان هولتن شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
وفي عام 1990، كان يمكنك مشاهدة الشابة "ساسكيا" (البالغة من العمر 18 عاما) على شاشات التلفاز، أو الاستماع إليها في الإذاعة، أو القراءة عنها في الصحافة الهولندية.
وهذه الشهرة التي أحاطت ((ساسكيا)) ترجع إلى فكرتها الجديدة عن نظام أمان لأفران الغاز المنزلية. حيث يحتوي طباخ الغاز على جهاز حساس Sensor، مرتبط بموقّت يثبَّت بجوار كل شعلة غاز.
ويتم فصل الغاز بشكل آلي بعد وقت محدد (نحو 30 أو 40 ثانية)، بمجرد رفع المقلاة أو ما شابه ذلك بعيدا عن اللهب. إنه نظام وقاية رائع للمصابين بعادة النسيان.
وهنا تتذكر "ساسكيا" قائلة: "قبل أيام قليلة من الاحتفال بعيد رأس السنة العام الماضي، شاهدت إعلانا عن مسابقة للطلبة البالغين من العمر أقل من عشرين عاما، حيث كان الإعلان معلقا بجامعة ديلفت للتكنولوجيا Delft.
وكانت المسابقة تطلب من المشاركين وصفا لفكرة اختراع. وكانت الجائزة الأولى عبارة عن 2500 جيلدر هولندى، مع إمكانية قيام الجامعة بتنفيذ فكرة الاختراع الرابح.
واعترضتني مشكلة كبيرة، وهي أنه لم تكن لدي أي أفكار!! وأخيرا، جاءتني فكرة طباخ الغاز في اللحظة الأخيرة، فأسرعت بإرسال مشروعي بالبريد، ونسيت كل شيء بعد ذلك)).
((وبعد مرور أسبوعين، اتصلت بي الجامعة هاتفيا: لقد كنت الفائزة. يا له من احتفال رائع!! فلم أحصل على مبلغ الجائزة فحسب، ولكن قامت شركة "سيمنس" بمنحي رحلة مجانية إلى "ميونخ" في ألمانيا)).
وسارت الأمور بسرعة كبيرة بالنسبة لـ "ساسكيا". فقد عرضت شركات كبيرة لطباخات الغاز – مثل شركتي – ETNA and ATAG اهتمامها بمشروع "ساسكيا".
كما دعاها الاتحاد الهولندي للعلماء الشباب للمشاركة في المسابقة القومية في مدينة "جورنجن Groningen" في يونيو 1990.
حيث قامت بعرض مشروعها عن نظام الأمان لأفران الغاز المنزلية، الذي تمكنت من تحقيقه بالكامل، وربحت الجائزة الثانية.
((عندما فكرت في صناعة جهاز حساس لفرن الغاز المنزلي، استخدمت الكهرباء لعمل الموقت، ولكنني أدركت أنه يجب إيجاد وسيلة آلية- أي وسيلة أبسط وأرخص)).
وليس من السهل دائما تحمل النجاح، خاصة وأن الكثيرين – حتى من بين الشباب – ما زالوا يعدون الفيزياء ميدانا للرجل، لكن "ساسكيا" شابة واقعية، لم يدر النجاح رأسها.
فهي تدرك كل الإدراك أنه ما زال أمامها الكثير لكي تحقق فكرتها، لكن لديها الشباب، وأمامها عمر بأكمله تستطيع فيه أن تحول "كل الأفكار المجنونة" التي ما زالت تدور في رأسها إلى واقع ملموس.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]