المدرس والعالم “مندل” يسرد قصصه ومغامراته على تلاميذه
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم مندل التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
قنفذٌ …. في الحذاء!
كان ذلك هو (القانون الرياضي) الذي أتاح لمندل فرصة وضع قوانينه، وبرغم أنه استغرق تسع سنوات من البحث الصبور لكي يصل إلى هذه القوانين، فإن العالم ظل نحو خمسة وثلاثين عاماً قبل أن يدرك أن كشفاً جديداً عظيماً قد ظهر للوجود.
وكان هذا الجمود الذي قوبلت به جهود مندل العلمية، التي استغرقت تسع سنوات مُضنية (1856-1865)، سبباً في تثبيط همته.
فرجع إلى واجباته في الدير وإلى عمله في التدريس. وكان على الأقل يجد في الدير وفي فصل الدراسة تقديراً لمجهوده وتعبه.
وكان محبوباً حقاً من زملائه الرهبان ومن تلاميذه أيضاً. حيث كان التلاميذ يقبلون على دروس مدرسهم القصير السمين خفيف الظل بشغفٍ زائدٍ وحبٍ عظيم.
ولعل شغفهم بسماع قصصه ونوادره كان اكبر من شغفهم باستيعاب معلوماته، وكان مندل يخبرهم عن الأعمال المضحكة التي يقوم بها (أطفاله)، ويقصد بذلك النباتات والحشرات والحيوانات التي يربيها في حديقته وفي ديره ويجري عليها تجاربه.
وقصَّ عليهم كيف أنه ذات ليلة بينما كان نائماً، تسلل قنفذه الأليف إلى داخل حذائه الطويل الرقبة (وتصوروا كم كانت دهشتي في الصباح عندما حاولت أن ألبس حذائي، فوجدت آلاف الإبر تنغرس في قدمي!). وكان كثيراً ما يدعو تلاميذه إلى الدير حيث يعرفهم مباشرة بعادات نحله وطيوره وفئرانه.
وكلما جاءت فرقة (سيرك) إلى المدينة، كان يصطحب كل تلاميذ فصله معه ويذهبون للمسامرة مع الحيوانات، وكادت إحدى هذه المسامرات أن تكون خطيرة العاقبة بالنسبة له.
فقد حاول ذات مرة أن يجذب انتباه القرود في أحد الأقفاص، فاقترب من قضبان القفص أكثر مما يجب.
وعندئذ اختطف (زعيم) القرود في القفص نظاراته الطبية! ولم يتمكن مندل من أن يغري القرد بترك النظارة إلَّا بعد صعوبة كبيرة، وبعد أن نالته منه بضعة خدوشٍ مؤلمة.
وعلى الرغم مما أصابه من ألم، فإن مندل وتلاميذه ضحكوا كثيراً وهم يتذكرون تلك (المصارعة) المضحكة التي حدثت بينه وبين القرود.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]