المسائل الشخصية والعاطفية التي تدور حول عمليات نقل وزرع الأعضاء الآدمية
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب
وأخيرا فإن الصفقات الفعلية المرتبطة بنقل وزرع الأعضاء لها جذورها المتأصلة في المصالح الشخصية لكل المعنيين سواء من الذين يتحكمون في التكنولوجيا أو المستفيدين منها.
فالجراح أو العالم الذي يقوم بالبحث وينفذ الإجراءات والعمليات المعقدة لا تقتصر دوافعه فقط على الرغبة في مساعدة الآخرين (بما في ذلك المرضى الذين قد لا تتوافر فيهم احيانا المستويات الثابتة واللازمة)، ولكن لهؤلاء الأطباء دافع آخر يتمثل في الرغبة الشديدة في أن يشتهروا كمبتكرين أو مبدعين في مجال نقل الأعضاء، الذي أدى إلى تغيير الآفاق الطبية في العالم.
حتى المانحين للأعضاء قد يكون لديهم دافع الشعور بالتضحية بأنفسهم في سبيل الإنسانية، وقد يملؤهم الشغف في أن يتم التعاقد معهم، ولكن قد يخشون استئصال وجمع أعضائهم قبل أن يحين الموعد المناسب والكثير ممن يتلقون الأعضاء تكون لديهم مشاعر مختلطة عن العملية وبخاصة احتمالات نتائجها المؤلمة أو المعوقة، مما يجعل البعض يقفون ضدها مفضلين الموت المبكر ولكن السريع غير المؤلم (لأسرهم ولهم شخصيا).
وفي إطار هذا التفاعل العاطفي الوجداني العميق فإن مراقبة حقوق الفرد والجماعة السابق تحديدها رسميا يمكن أن تفرض مجموعة القواعد والقوانين التي تهدف إلى فرض النظام على هذا الاختلاط والتشويش القائم.
ومع ذلك فيحتمل أن تكون هذه القواعد غير مناسبة للممارسات الفعلية الحالية التي يتم بموجبها الاستقطاب والتطويع والتبرع. واختيار المتلقين الراغبين في تلقي هذه الأعضاء.
كانت هذه الأمور كلها موضع اهتمام كبير من الجمهور، ففي هذه الأيام وفي عصر وسائل الاتصال الجماهيري سنجد ان الرأي العام الذي نادرا ما يقتصر على دولة دون أخرى هو الذي يؤثر على ما هو صواب أو خطأ وما هو مقبول أو مرفوض.
فالتغطية الإعلامية لقضايا نقل وزرع الأعضاء تربط بين القوة العاطفية الفعالة لمناشدة الجمهور توفير الأعضاء وبين القلق المرتبط بافتراض أن المحافظة على أجساد من ماتت دماغهم أو ذهبوا في غيبوبة كاملة تتم لتكون أجسامهم مصدرا للأعضاء.
ومن الظواهر التي نالت قسطا من التغطية الصحفية الرهيبة والمثيرة احتمالات وجود متاجر بيولوجية لاستمرارية حياة أجسام البالغين الموتى دماغياً أو الاحتفاظ بالأجنة المنتجة صنعيا أو حديثي الولادة بدون أدمغة كمزارع للأعضاء.
ويتبين لنا الاهتمام الجماهيري بالأمر من ظهور مجموعة من الدعاة المدافعين عن الفكرة. وهكذا فإن مجموعات باركينسون الأمريكية المعاونة تحاول كسب التأييد وتعمل على تسهيل نقل وزراعة الأنسجة الجنينية وتوفيرها، ورغم التوترات الشديدة والاهتمام بالحصول على معلومات جديدة.
وكذلك الرغبة في مساعدة الآخرين، إلا أن المهنيين الأكثر اشتغالا بالعملية وقربا منها، يعبرون عن اهتمامهم بكيان الأشخاص واحترامهم.
ويتضمن ذلك الاهتمام (بكل الرغبات الحرة للمتبرعين وأجسامهم والمرضى المشاركين.. بحيث لا يتعرضون للأذى، واعتبارات أخلاقية أخرى مشتقة من هذه المبادئ.. بما تتضمنه من الصدق والإخلاص والخصوصية والسرية، (تشايلدرس Childress، 1987، ص 87).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]