المسبار القمري “لونا بروسبكتر”
2013 دليل مراقب القمر
بيتر غريغو
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
لونار بروسبكتر (المسبار المنقب القمري) كان المسبار لونار بروسبكتر المسبار القمري الأخير من الولايات المتحدة في القرن العشرين. وجعل البحث عن المياه القمرية مسعىً رئيساً. وأعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في شهر مارس / آذار 1998 أن المسبار اكتشف جليد مائي بكميات هائلة ضمن الفوهات العميقة القابعة في الظل عند القطبين الشمالي والجنوبي على القمر. والمثير للدهشة أن القطب الشمالي على القمر فيه حوالي ضعفي كمية الجليد الموجودة في القطب الجنوبي. وهناك كل الفرص متاحة بأن هذا المورد القمري النادر – الذي يصل إلى 300 مليون طن من الجليد المائي – ستستفيد منها البعثات المأهولة في المستقبل.
ربما وصل الجليد القمري عبر دهور طويلة في حزم كويكبية (مذنبية) على فترات متقطعة. ومع كل ارتطام تصعدت نواة المذنب – وهي عبارة عن كرة ثلج قذرة بحجم مدينة – وأنتجت سحابات كبيرة من الغبار والغاز الذي لفعت القمر بشكل مؤقت. وقد تكون الغازات قد تجمدت وتقطرت على شكل هطول ثلجي فوق الجانب المعتم البارد من القمر، غير أن هذه المادة لم تكن لتستمر على سطح القمر لو أن أشعة الشمس قد تعرضت لها. ولكان معظم الثلج قد تبخر (بالتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية)، وتطايرت في الفضاء. غير أن نسبة ضئيلة من جليد المذنب كانت ستستمر فيما لو كانت قد ترسبت في المناطق المظللة القطبية الباردة. ولكان تراكم تدريجي من طبقات ثلج المذنب عبر الدهور الطويلة قد ولد صفائح جليدية اختلطت مع صخور وتربة القمر لدرجة كبيرة تكفي لأن تظهر من خلال المسح الراداري المداري بواسطة مسبار كليمنتيم ولكانت قد تم اكتشافها بواسطة حساسات الاستشعار على المسبار بروسبكتر.
وفي نهاية حياته العملية قامت غرفة التحكم في البعثة عمداً بتحطيم المسبار بروسبكتر في فوهة قريبة من القطب الجنوبي للقمر. وأمل العلماء باكتشاف آثار الماء في التصعد الصهاري الذي سببه ارتطام المسبار، غير أنه رغم أفضل الجهود للمراقبين من على الأرض، ليس هناك أثر تم ملاحظته للركام المقذوف. ومع ذلك يبقى العلماء واثقين بأن الجليد المائي يوجد هناك.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]