المشترى: الحلقات والأقمار التابعة

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

المشترى: الحلقات والأقمار التابعة

يمتلك كوكب المشترى نظامًا حلقيًا، تم اكتشافه أول مرة عام 1979 من قبل مركبة فويجير 1 الفضائية، لكن لا مجال للمقارنة بينه وبين نظام الحلقات المبهر لكوكب زحل. إن حلقات المشترى مظلمة وغير واضحة، لذلك ليست هناك فرصة لمراقبتها باستخدام المقاريب الأرضية الاعتيادية. له ثلاثة مكونات رئيسية، حلقات الهالو (Halo)، وماين (Main)، وغوسامر (Gossamer).

يبدو أن الحلقات تتكون من جسيمات صغيرة اقتلعت من صغار الأقمار التابعة الداخلية (ميتيس، أدراستيا، أمالثيا، وثيبي) بسبب الاصطدامات الكويكبية. كل من حلقتي هالو وغوسامر شديدتا الرقة، وبالإضافة إلى هذا، توجد هناك حلقة بعيدة شديدة الخفوت لا يعرف أصلها.

يزخر المشترى بالأقمار التابعة. فأربعة منها – يوروبا (Europa)، كاليستو (Callisto)، أيو (Io)، غانيميد (Ganymede) – مثل الكواكب في أحجامها. يوروبا أصغر بقليل من قمرنا، وأيو أكبر منه بقليل، أما غانيميد وكاليستو فأكبر بكثير، فغانيميد أكبر من عطارد لكنه أقل كتلة منهب. وجميعها يمكن مشاهدتها بأي مقراب صغير، ومن الممتع متابعة تحركاتها من ليلة إلى أخرى، فقد يحجبها المشترى، أو تعبر قرص المشترى أثناء حالة المرور، أو تتعرض لكسوف من ظل المشترى. وأثناء حالات المرور، تكون ظلالها الساقطة على غيوم المشترى واضحة جدًا. تم اكتشاف الأقمار التابعة عام 1610 على يد غاليليو باستخدام أول مقراب صغير له، وكانت تُعرف بمجموعها باسم الغاليلية (Galieans) (وقد اكتشفت بشكل مستقل في الوقت ذاته من قبل سيمون ماريوس، ومن المحتمل أن سجلاً بالعين المجردة لغانيميد قد دون من قبل فلكي صيني، يدعى غان دي (Gan De)، في عام 364 ق.م). يوروبا جليدية ومنبسطة، غانيميد وكاليستو جليديتان ولهما فوهات، أما أيو فذات انفجارات بركانية عنيفة، إذ تحدث فيها انفجارات كبرى طوال الوقت. ولقد قيل، ’لا يوجد هناك شيء غاليلي لا يثير الاهتمام.‘

الأقمار التابعة الأخرى صغيرة، وحدها أمالثيا (Amalthea) يكاد يبلغ قطرها 250 كيلومتر (230 ميل). وحتى هذا التاريخ (فبراير 2007) بلغ إجمالي عدد التوابع المعروفة 63. وإلى جانب الغاليلية، لم يُعرف سوى القليل منها قبل بعثات فويجير (Voyager): )وهي هيماليا (Himalia)، ليسيثيا (Lysithea)، ليدا (Leda)، إيلارا (Elara)، أنانكي (Ananke)، كارمي (Carme)، باسيفي (Pasiphae). التوابع الخارجية الصغيرة عبارة عن كويكبات تم احتجازها، وبعضها لها حركة تراجعية وهي بعيدة جدًا عن المشترى بحيث لا تصبح مداراتها دائرية تمامًا – فلا تتطابق أي دورتين مداريتين متتاليتين. ولا شك في وجود توابع كويكبية صغيرة لا تزال تنتظر اكتشافها.