المصاعب التي واجهت “موزلي” في تجربته لدراسة أشعة إكس
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
صبر…. أيوب!!
وعلى التو بدأت المصاعب تعترض سبيله. ففي أحيانٍ كثيرة كان زجاج الأنبوب يمتص أشعة إكس الموجَّهة في شعاعة إلى بلورة خارجه. فاضطر أن يفتح في جانب الأنبوب فتحة خاصة لخروج الأشعة.
ولكن كان يلزم أن يغطيها بمادة لا تمتص الأشعة وتقفل الفتحة قفلا محكما، لأن الأنبوب يجب أن يكون مفرغاً في داخله. فاتخذ قطعة من غشاء جد رقيق من أمعاء ثور واستعملها لهذا الغرض.
ولكن ضغط الهواء من الخارج عليه وفراغ الأنبوب من الداخل كانا يمزقانه. ومن ثم كان يعيد قفل الفتحة بقطعةٍ أخرى منه ويعيد تفريغ الأنبوب من الداخل ويبدأ تجاربه من جديد. ولكن التجربة تفشل فلا بد من الإعادة تلو الإعادة.
عملٌ مُملٌّ ومثيرٌ للأعصاب لا يقوى عليه إلا من كان بالبحث العلمي مشغوفا، وبالصبر الجميل متحليا، ولمعرفة الحقيقة متلهفاً وتوَّاقاً.
ولما ظن أنه قد تغلب على كل المصاعب، وجد أنه لا بد من وضع جميع الأدوات التي يستعملها في تجربته في إناءٍ مفرغٍ منعاً لامتصاص أشعة إكس، فقام – بما هو معروف عنه من الهمة والذكاء – بهذا العمل المعقد.
وتوالت أيام وتعاقبت شهور حتى بلغت ستة وعالمنا لا يعرف للراحة معنىً ولم يذق للنوم طعماً إلا سِنَات، حتى تمكن خلالها من دراسة 38 عنصراً بهذه الطريقة- من الألومينيوم إلى الذهب.
وماذا وجد؟ لقد تبين أن كل عنصر يولد أشعة إكس مختلفة في طول موجاتها عن الأشعة التي يولِّدها عنصر آخر، وأنه كلما زاد وزن العنصر الذري قصر طول موجة إكس التي يوّلدها، وزادت قوة نفاذها في الأجسام.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]