المعالم الجافة للأرض
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
بخلاف المعالم الاخرى، فإن تلك الموجودة في الصحارى والمناطق القطبية مكشوفة أمام عمليات التفتيش: التلال والوديان، والبنى الجيولوجية وألوان الصخور والتربة والرمال كلها تصبح أكثر وضوحاً الى حد كبير.
وفي الصحارى الإستوائية يكون العديد من أنواع التربة باللون الأحمر الذي ينجم عن أكسدة الحديد.
وفي الصحارى الاخرى تكون سطوح الصخور والأحجار باللون الأحمر الغامق جداً أو الأسود.
ويوصف هذا بـ «ورنيش الصحراء» وهو تركيز من الحديد والمنغنيز المشتق إما من الصخور ذاتها أو من الغبار المترسب عليها والمثبت بوساطة البكتيريا والأشنة Lichens ويبرز للحياة فقط عندما يصبح رطباً.
ومعظم ورنيش الصحراء قديم جداً، ولكن البعض منه تشكل حديثاً الى حد ما. وقد تبين أن النقش على الصخور في استراليا وجنوب غربي الولايات المتحدة مغطى بورنيش الصحراء.
يخلو العديد من معالم الصحراء من الملامح الى درجة تبعث على الملل، أو يتسم بتموجات رقيقة، ولكن البعض الآخر يزخر بتكوينات صخرية غير عادية، والتي ظهرت نتيجة عمليات الرفع التكتونية أو عمليات سطحية. وتعتبر الريح العنصر الأكثر بروزاً في هذا التغير في الصحراء.
وعلى السواحل فقط يكون لدى الريح نفس القدرة على تكوين معالم. وفي أشد الصحارى جفافاً تحرك الريح كمية من المواد أكثر من الماء.
وكافة الأماكن الأكثر غباراً على سطح الأرض تقع في الصحارى النائية. وتغطي الكثبان الرملية حوالي ثلث الصحراء، وقد تركت الريح في أماكن اخرى بصمتها على الصخور الصلبة القاسية.
وعندما تهطل الأمطار قد تكتسح الفيضانات وديان الصحراء، وتجمع الركام الذي ينتشر بعد ذلك الى السهول. وتأخذ الأنهار أدق القطع من الركام والأملاح الى البحيرات الجافة.
معالم فريدة
البعض من معالم الصحراء مألوف جداً: المواقع عميقة متعددة الألوان في غراند كانيون في جنوب غربي الولايات المتحدة، والكتلة الحمراء الواسعة لـ «يوليورو» أو (آيرس روك) في وسط استراليا، والأبراج المحززة في آهاغار في جنوب الجزائر، وبحور الرمال المنحنية الخمرية اللون في ناميب والصحراء الكبرى أو العربية.
واولئك الذين يعرفون الصحراء يُقرّون بالجمال الفريد لتلك الأماكن، ولكنهم يعرفون أيضاً العديد من الأماكن الصحراوية رائعة الجمال والتي يحوي الكثير منها على أشكال استثنائية.
تتكون الأشكال الأرضية الصحراوية من نوعين رئيسين: الأول الذي يكون الماء فيه العنصر الرئيس للتآكل، والثاني الذي تسبب الريح التآكل فيه. وعلى الرغم من ذلك تعاونت الريح والمياه عبر آلاف عديدة من السنين لإنتاج العناصر المكونة للمعالم الحديثة.
وتوجد بعض المعالم الصحراوية كانت الريح فيها العنصر المهيمن المسبب للتآكل والتعرية. وهناك اخرى سادت المياه فيها، واخرى كانت الريح والمياه في شراكة متعادلة تقريباً لبلوغ تلك الغاية. ولكن التعاون يشتمل على المزيد: المادة المتآكلة التي تحركت بفعل وسيط واحد قد تتحرك من قبل الآخر بعد آلاف السنين.
وقد أصبح واضحاً الآن بالنسبة الى الجيومورفولوجيين (علماء تضاريس الأرض) أن معظم الرمال والغبار الذي حرّكته الريح اليوم قد نشأ، منذ زمن بعيد، من تعرية المياه. وتم أخذ الرمال والطمي من الجبال بوساطة المياه وترسب في مساحات واسعة في السهول، ثم تحول الى كثبان أو انجرف على شكل غبار وأتربة.
وتمثلت الظاهرة الجيولوجية الأكثر حداثة في مهاجمة الريح للرواسب الطرية التي ولدتها المياه في بحيرات العصر الرابع، و وفرت الغبار والصخور الناعمة أيضاً، والتي عندما كشطتها الريح تحولت الى أشكال عرّتها الريح تعرف بإسم «أَكْمة صخرية مستطيلة».
أما «همداس» (Hammadas) فهي سهول صحراوية واسعة ومرتفعة هاجمت سطوحها بشكل طفيف فقط تعرية المياه، ولكنها تحوي على «أرصفة صحراوية».
وهي غطاء رقيق من الأحجار تُوفّر تربة أكثر نعومة، ويُعتقد أنها تشكلت من خلال مزيج من انجراف المياه وتآكل الريح في المواد الناعمة (تركيز الحجارة على السطح) وتحرك الحجارة نحو الأعلى عبر التربة التي سخنت وبردت أو ابتلت وجفت، والطمي وقذف الغبار الذي سقط على السطح والذي رفع الأحجار بصورة بطيئة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]