المعاني الجزئية التي تدركها عملية الإبصار حول مجموعة من صفات المبصرات
2009 البصائر في علم المناظر
كمال الدين الفارسي
KFAS
المعاني الجزيئة التي تدركها عملية الإبصار حول مجموعة من صفات المبصرات البيولوجيا وعلوم الحياة
وأما الخشونة:- وهي اختلاف وضع أجزاء سطح الجسم – فإنه يدركها غالباً من اختلاف هيئة الضوء الذي في سطح المبصر، وذلك أنه إذا كان بعضُ أجزاء المُبصر شاخصةص والبعض غائرةً.
كان للشاخصة غالباً أظلال على الغائرة فيكون الضوء على الشاخصة أقوى منه على بعض الغائرة فتختلف صور الضوء على السطح.
والسطح الأملس أجزاؤه مشابهة الوضع حساً، فالضوء في الجميع يكون متشابهاً، والبصر يعرف صورة الضوء في الخشن والأملس بكثرة مشاهدتهما، فإذا أحسَّ باللازم حكم بالملزوم، ولذلك قد يعرض له الغلط في ذلك.
وإذا كانت الخشونة مسرفةً كانت الأجزاء الشاخصة بينة الشخوص، فيدرك اختلاف أوضاع أجزاء السطح من التفرق الذي بينهما فيدرك الخشونة من غير اعتبار الضوء المذكور، وإذا كانت الأجزاء الشاخصة خفية التفاوت، والضوء المشرق بحيث لا يظهر للشاخصة أظلال على الغائرة، فإنه لا يدرك الخشونة.
وقد يُستدل على الخشونة من عدم الِّقال، لكنه قد يغلط كثيراً من هذا الاسْتِدلال، لأن الصِّقال لا يظهر للبصر إلا من وضع مخصوص، كما يتبين في باب الانعكاس.
وأما الملاسة: فإنه يدركُها من صورة الضوء التي عرفها في سطوح الأجسام المُلس، وبالتأمل أيضاً، إذا أدرك نظام أجزاء سطحه واستواءًها من غير حاجة إلى اعتبار الضوء.
فاما الصقال – وهو شِدَّة الملاسة – فإنه يدركها من بريق الضوء ولمعانِه في السطح لا غير، فلا يدركه إلا من وضع مخصوص).
(قد تجتمع الخشونة والملاسة في سطحٍ واحدٍ معاً، بأن ينقسم السطح إلى أجزاء كبار شاخصةٍ وغائرة، وتكون أجزاء كل منها متشابهة الوضع،
فيكون السطح بجملته خشِناً وأجزاؤها مُلساً أو صقيلية لسطح الماء المتموج، وتظهر للبصر خشونة جملته وملاسة أجزائه، وصِقالها، كلُّ على ما مر.
وأما الشفيف: فإنه يدرك من إدراكه لما وراءه على سمت مقابلته إذا كان المُشف اغلظ من الهواء المتوسِّط بينه وبين البصر، إذا أحسّ بأن ما يدركه إنما هو من وراء الشفيف.
وأما الكثافة فإنه يدركها من عدم إدراك الشفيف.
وأما الظلُّ: فإنه يدركه بالقياس إلى ما يجاوره من الاضواء، فإذا أحسَّ بموضوع الظلِّ، وبما يجاوره من الاجسام، وهي مستضيئة بضوء قوي أقوى من ضوء موضع الظلِّ، أحس باستظلال الموضع عن الضوء القوي الذي على الأجسام المجاورة، فربّما أحس بالجسم امُظلِّ، وربما لم يحس.
وأما الظلمة : فإن يدركها من عدم إدراك الضوء رأساً.
وأما الحُسْنُ: فيدركه من إدراكاني الجزئية على ما نشرحه، وذلك أن كلاً منها يوجب بانفراد نوعاً من الحُسن، أما بالعرض أو بالذات، ويفعل عند الاقتران ببعض نوعاً آخر.
ومعنى قولنا "يوجب الحسن" أنه يؤثّر في النفس استحسانه باليسير من التامل، فالضوء يوجبه وذلك يُستحسن النيران كذا اللون، ولذلك تكون الالوان المُشرقة كالأرجوانية والزَّرعية والوَرديّة تروق الناظر).
وكذا البعد لكن بالعرض، لأن الصور المستحسنة قد يكون فيها معان دقيقة تشينها كالغُضون والوشُوم، فإذا بعدت فضل بُعد خفيت تلك (فظهرحسنها، وقد يكون فيها معانٍ) دقيقة هي التي تحسنها، فإذا قربت ظهر حسنها، وكذا الوضع فإن النقوش كثيراً ما تستحسن لترتيبها.
وكذا الكتابة قد تستحسن لترتيب الحروف فقط دون تقويمها في الغابة.
وكذا التجسم ولذلك تُستحسن الاجسام الخصْبة من اشخاص الناس لا النخل التي تكون كالغشاء الممدود طولاً وعرضاً.
وكذا الشكل، ولذلك تستحسن الكرة والدائرة وغيرهما.
وكذا العظم، ولذلك تكون الكو كالكبار أحسن من الصغار.
وكذا التفريق، ولذلك تكون الكواكب المتفرقة أحسن من اللّطت والمصابيح، والشموع أحسن من النار المتصلة.
وكذا الاتصال، ولذلك صارت الرياضُ المتَّصِلة النبات المتكاثفة احسن من المنقطع منها.
وكذا العدد، ولذلك صارت المواضع الكثيرة الكواكب من السماء أحْسن.
وكذاالحركة، ولذلك تستحسن حركة الراقص، وكثير من الإشارات.
وكذاالسكون، ولذلك يستحسن الوَقار والصمْت.
وكذا الخشونة، ولذلك يستحسن الحمل في كثير من الباب والفرش.
وكذا الملاسة، ولذلك يستحسن الصِّقال في بعض الثياب والآلات.
وكذا الشفيف، ولذلك تستحسن الجواهر المُشِفَّة).
(وكذا الكثافة بالعرض لأن الأضواء والأشكال والتخطيط لا تظهر إلا في الكثيفة.
وكذا الظل بالعرض، فإن بعض المعاني الدقيقة التي توجب الحُسن تخفيها الأضواء القوية وتظهر في الظل.
وكذا الظّلمة، فإن حُسن الكواكب والمصابيح يظهر في ظلمة الليل.
وكذاالتشابه، فإن أعضاء الحيوان المتماثلة ليست تَحْسُن إلا بالتشابه. وكذلك اجزاء النقوش المتجاوبة.
وكذا الاختلاف، فإن أشكال أعضاء الحيوان وأجزائها المختلفة ليست تحْسُن إلا على ما عليه من الاختلاف، فإن الانف لو كان مُتساوي الغِلَظ قبح، والحاجب لا يحسن إلا إذا كان طرفاه أدقَّ من وسطه.
وعلى ذلك وأيضاً فإن هذه المعاني قد توجب الحُسْن عنداقتران بعضها ببعض، فإن كبر العين مع تلون شكلها أحسن من ان ينفرد بأحدهما، وكذا سُهولة الخدَّيْن مع رقّة اللون، واستِدارتهما وصِغَر الفم مع دِقّة الشَّفتين.
وقد يتقوم الحسن بمعنى ثالث غير اللذين ذكراً وهو التناسب والائتلاف، فإن الصور المركبة من أعضاء مختلفة لا بد أن يحصل في كل منها عِدَّة، من المعاني الجزئية، وليس جميعها مُتناسباً لأنه ليس يحسن كل شكل مع كل شك، ولا كُل عِظم مع كلّش وضع.
فإن نُتُوء الأنف مع غُؤر العين غير مستحسن لكنه مع كِبر العين باعتدال مستحسن، وكذلك جُحوظ الوجنتين مع صغر الأنف غير مستحسن ومع كبره باعتدال مستحسن.
وإن لم تكن الأعضاء على انفرادها مستحسنة في أشكالها ومقدارها لكنها كانت متناسبة كلٌ بالنسبة إلى آخر فإنها توجب الحُسن أتم مما إذا كانت في انفسهم سنة وغير متناسبة، فأما إذا اجتمع السَّببان فذلك النهاية، وليس وراءه غاية، فعلى ما ذكر الحسن).
وأما القُبْح فإنه يُدرِكُه من عدم إدراك الحُسْن، ولكل وجهٍ من وجوه الحسن مقابل من القبح، وقد تجتمع في الصورة معانٍ مستحسنة وقبيحة، والبصر يميزها ويدرك كلا منها.
وأما التشابُه: فيدركه إدراك المتشابهين في معنى من المعاني.
وأما الاختلاف: فيمن عدم إدراكه التشابُه.
فعلى هذه الأنحاء يدرك البصر المعاني الجزئية التي في المُبصرات منفردة ومركبة).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]