البيئة

الملوثات الصوتية والأضرار الناتجة عنها

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

الملوثات الصوتية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

الملوثات الصوتية (الضوضائية):

مجموعة أصوات عالية الشدة لا تؤدي في مجموعها إلى معنى واضح.  وتزداد أضرارها النفسية والفسيولوجية إذا زادت شدتها عن 80 ديسيبل. 

وهي محلية التاثير إلى حد كبير، وتتعدد مصادر هذه الملوثات مثل وسائل المواصلات وأجهزة الإعلام والمصانع. 

وقد يصعب أحيانا تحديد مصدرها الحقيقي بدقة في المدن الكبيرة، وتعرف بضوضاء الخلفية Background Noise.

 

هل توجد أصوات ضارة وأخرى غير ضارة (آمنة)؟

يوجد ثمة اتفاق بين العلماء على أن الأصوات التي تقل شدتها عن (75) ديسيبل تكون مأمونة الجانب.

والديسيبل هو وحدة قياس شدة الصوت ويعادل 01/109 لوغاريتم النسبة بين الضغط الناتج من موجة الصوت وبين ضغط قياسي مقداره (0,0002) داين/ سم2 ويختلف الحد الأقصى لشدة الاصوات المسموح التعرض لها اثناء ساعات العمل من بلد لآخر.

ففي أمريكا يصل هذا الحد إلى 90 ديسيبل بينما يصل في هولندا إلى 80  ديسيبل على ألا تزيد ساعات العمل عن 8 ساعات يوميا. 

ولكن لا تلتزم بعض الدول بهذه الحدود والمعايير المتفق عليها، حيث تزيد حدود شدة الأصوات التي يتعرض لها العاملون، أو تزيد ساعات العمل اليومية للعامل عن (8) ساعات، مما يترتب عليه أضرارا مختلفة.

 

وتسبب الأصوات الضوضائية العالية والمفاجئة حدوث تغيرات مختلفة بالجسم منها: زيادة ضغط الدم نتيجة لانقباض الأوعية الدموية، وزيادة ضربات القلب وسرعة التنفس وتقلص العضلات، وقد تتوقف علميات إفراز اللعاب وبعض الإنزيمات المعدية ويسوء الهضم،  وتضطرب هرمونات الجسم.

كما تتسبب في خفض كفاءة التخاطب.  وتقلل من القدرة على التركيز وتزيد من الشعور بالإجهاد والضيق والتوتر الذي يكون محصلته انخفاضا في كفاءة العمل والإنتاج وزيادة التعرض للحوادث. 

ولقد توصل العديد من دراسات عام السمعيات ِAudiology إلى أن تاثير الضجيج على جسم الإنسان له صفة تراكمية Cumulation، حيث يتسبب في إخلال الوظائف الفسيولوجية، ويؤثر في الاعصاب ويضعفها وهو ما يعرف بعرض النورستينيا.  وقد يصاب الإنسان المتعرض للضجيج الذي تصل شدته إلى 130 ديسيبل بالصمم المؤقت أو الدائم.

 

إن الاهتمام بمشكلة التلوث الضوضائي لم تحظى بالاهتمام الذي حظيت به مشكلات التلوث الاخرى مثل التلوث الكيميائي للهواء أو الماء أو الغذاء الذي يكون لها أضرار مباشرة وملموسة. 

وذلك على الرغم من تعدد الأضرار الناتجة عن الضوضاء العالية، التي لا يقتصر ضررها على الإنسان فحسب، بل لشمولها الحيوانات والنباتات والممتلكات.  حيث تتسبب الضوضاء في إصابة الحيوانات بتوتر شديد واضطراب هرموني، ينتج عنها نقص في إنتاج اللبن والبيض.

فقد أوضحت بعض الأبحاث أن الأبقار في المزارع المجاورة للمطارات لا تفرز نفس الكمية من الحليب التي تفرزها عندما تكون في أماكن هادئة. 

 

وقد أظهرت النتائج أيضا أن الضوضاء لها تاثير سالب على معدلات نمو النباتات وعلى تكاثرها.  وتشير بعض الدراسات إلى الأضرار التي تلحقها الضوضاء بالمباني حيث تؤثر على أعمارها وتماسكها(20).

لذا يجب التقليل قدر الإمكان من الضوضاء المنبعثة من المصانع مثلا، وذلك بعمل حواجز على زوايا معينة حول آلاتها ووضع بعض المواد العازلة للصوت على جدرانها، كما يجب أن يضع العاملون سدادات من نوع خاص على آذانهم، كما يجب التفكير في العديد من السبل لتخفيض الاصوات الناتجة من مصادر التلوث الضوضائي المنتشرة بالبيئة المحلية.

 

الفرق بين الأصوات العالية المسموعة والأصوات فوق السمعية؟

يختلف الحد الأقصى لمسموعية الأصوات من شخص لآخر، فيصل الحد الأقصى لتردد الصوت الذي يمكن أن يدركه كبار السن إلى 6 آلاف ذبذبة في الثانية، بينما يستطيع طفل أو شاب أن يسمع أصوات العديد من الحشرات التي يصل ترددها إلى 20 ألف ذبذبة في الثانية وهي قد لا تكون مسموعة لغيرهم.

وتختلف نغمة الصوت باختلاف تردده ولكن نغمة الأصوات المسموعة لا تزيد عن 20 ألف ذبذبة/ ثانية وقد يصدر الخفاش أصوات تزيد عن حدود مسموعية البعض. 

فيعد الخفاش بالنسبة لهم حيوان عديم الصوتن ويشعر هؤلاء الناس (الذين لا يسمعون الأصوات عالية التردد) بهدوء تام في المكان الذي يشعر فيه غيرهم بأصوات ضوضائية حادة . 

 

وتتراوح شدة الأصوات المسموعة التي يمكن أن تستقبلها أذن الإنسان، من (1) ديسيبل وهي أصوات خافتة جدا لتصل إلى (130) ديسيبل وهو الحد الأقصى لشدة الصوت الذي يمكن أن تتحمله الأذن، حيث تتسبب هذه الأصوات الشديدة في إصابة الأذن بالصمم.

بينما تردد موجات الأصوات فوق السمعية (الكتيمة) يتراوح بين (9-10) ذبذبة / ثانية، ولا تستطيع أن يدركها الإنسان بأذنيه. 

 

وتؤثر الموجات الصوتية فوق السمعية ذات الترددات الكبيرة تأثيرا بالغا في جسم الكائن الحي، حيث تتلف كرات الدم، وتحطم خلايا، وترفع حرارة الجسم لتصل إلى (45) درجة مئوية. 

وتصدر الأصوات الكتيمة من أجهزة خاصة عن طريق إحداث تكهرب لسطوح الألواح المصنوعة من مادة الكوارتز، أو بعض المواد الأخرى، مما ينشأ عنه شحن لتلك الألواح، ومن ثم اهتزازها. 

وتستخدم الموجات الصوتية الكتيمة في الأغراض الطبية، لمساعدة الأطباء في تشخيص وعلاج بعض الأمراض، وفي فحص السبائك المعدنية السميكة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى