المهندس ديلبرت
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ديلبرت (Dilbert). شخصية كرتونية وهو مهندس أخذ في احتلال مكانة مهمة في أوئل تسعينيات القرن الماضي في المسلسل الهزلي المسجل الذي يحمل الاسم نفسه. وهذا المسلسل من رسم سكوت آدمز(Scott Adams) الذي عمل مع المهندسين قبل بدئه برسمهم بالكاريكاتير وأصبح له قرّاء مخلصون يتابعون نشاطات ديلبرت ومساعديه المكتبية اليومية. وُصف ديلبرت باعتباره "مهندساً غريب المزاج ولكنه محبب" ومثل أي مهندس"، مع أنني لست واثقاً من أن قميصه ذي الأكمام القصيرة وربطة عنقه المجعدة هي الصورة التي يودّ المهندسون أن يقدّموها عن أنفسهم. وفي الواقع، فإن المسلسل الهزلي غالباً ما يدور حول مجتمع ونفسية مكان العمل أكثر منه حول المهندسين والهندسة.
في عام 2007 أظهر شريط فيديو، بعنوان "الموهوب" (The Knack)، ديلبرت كطفل بصحبة والدته في غرفة معاينة الطبيب. وبينما كان ديلبرت الصغير يجلس بجانب والدته على طاولة المعاينة، كانت أمه تعرب عن قلقها على ابنها لأنه "ليس مثل بقية الأطفال الآخرين". وعندما سألها الطبيب المزيد من التوضيح، أخبرته بأنها عندما تترك ديلبرت وحيداً لوقت قصير تعود لتجد أنه قد فكّ الساعة والتلفاز والستيريو. وعندما طمأنها الطبيب بأن مثل هذا السلوك هو "طبيعي تماماً" أضافت بأن ما يقلقها فعلاً أن ديلبرت يستخدم القطع ليصنع منها جهاز راديو هواة.
دمدم الطبيب قائلاً "يا مولاتي"، وأوضح أنه في العادة يقوم بإجراء تخطيط كهربائي للدماغ للولد ولكن المشكلة أن جهاز التخطيط لا يعمل. وفي هذه الأثناء كان ديلبرت قد نزل من طاولة المعاينة وفتح جهاز التخطيط وأصلحه. وعندما رأى الطبيب ذلك وافق بأن ظرف ديلبرت أسوأ مما كان يخشى، واستدار نحو الوالدة وقال "أخشى أن يكون ابنك هو بالفعل … الموهوب".
فسر الطبيب بأن "الموهوب" هو حالة نادرة، يتميّز بحدس هائل حول كل الأشياء الميكانيكية والكهربائية – وانعدام تام للأهلية الاجتماعية". وعندما سألت والدة ديلبرت الطبيب عما إذا كان لابنها أن "يعيش حياة عادية"، أجابها الطبيب "لا، سيكون ابنك مهندساً". ومن خوفها بدأت بالتنهّد.
كان ديلبرت الصغير، الذي بقي صامتاً طوال الزيارة، يصغي لحديث الكبار عنه بالصدفة كطفل صغير وديع. وبينما كانت أمّه تعبّر عن قلقها، كانت ساقا ديلبرت تتدلّيان كزوج من رقاصات الساعة، أحياناً متزامنة وأحياناً غير متزامنة. وعندما نقر الطبيب ركبة ديلبرت اليمنى ليختبر ردة فعل الصبي أصدر صرخة صغيرة وارتفعت كلتا الساقين. وهذا النوع من الهزل المرافق لشخصية ديلبرت تبعد عنه صفة "غريب المزاج". إنه طفل حقيقي ذو حس دعابة حقيقي.
عندما شرع جهاز التخطيط بالعمل، ومن باب السخرية، أصبح ديلبرت بطل الدراما. فبينما كانت الأم والطبيب يتبادلان أطراف الحديث، أصلح ديلبرت ما لم يستطعه الطبيب. فلا ذميمة من أن يقوم "الموهوب" بفعل ذلك وأن يؤول مصيره إلى أن يكون مهندساً. وعلى كل الأحوال فالمهندسون هم من يصمّمون ويفهمون كيف تعمل الأجهزة الطبية التي لا حصر لها التي تُمكّن الأطباء من تشخيص ومعالجة كل الحالات.
ما كان مخيّباً في شريط الفيديو هو التشخيص المتسرّع المجاني للمهندسين على أنهم غير مؤهلين اجتماعياً. وفي عيادة الطبيب لم يظهر ديلبرت الصغير أيّاً من عدم الأهلية الاجتماعية التي تُبديها كمهندس بالغ في مسلسله الهزلي. ربما يعود تغيّره إلى شيء ما في تعليم الهندسة(Adapted From “Diagnosing Dilbert,” ASEE Prism, April 2007, p. 22).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]