النجوم المزدوجة

241 دقيقة واحدة

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

ليست جميع النجوم سيارة وحيدة في الفضاء، فالعديد منها قد يكون بصحبة عائلات من الكواكب، ولكن هناك أيضاً العديد منها نجوم مزدوجة أو حتى أنظمة متعددة النجوم.

على سبيل المثال، نجم رأس التوأم المقدم (Castor) (ألفا التوأمين) (Alpha Geminorum) يظهر في تلسكوب صغير الحجم أنه نجم متعدد يتكون من عنصرين، ولكن كل من هذين العنصرين يظهر المطياف أنه مزدوج، وكل عنصر بعينه هو نجم ثنائي طيفي. كما يحتوي نظام نجم رأس التوأم المقدم على زوج من النجوم الحمراء الخافتة.

في بعض الحالات لا يرتبط نجما المزدوج بشكل حقيقي، فقد يقع أحد عناصرهما أمام الآخر بمحض الصدفة، إلا أن ما يثير الغرابة أن المزدوج البصري من هذا النوع ليس كثير العدد كما هو الحال بالنسبة للنجوم الثنائية الحقيقية.

في النجم الثنائي يدور النجمان حول مركز ثقلهما المشترك. أما فترات الدوران فتتراوح من أقل من نصف ساعة بالنسبة للنجوم القريبة جداً إلى ملايين السنين. على سبيل المثال المنظومة النجمية بوريما (Porima) في كوكبة العذراء (Virgo) فيها عنصران متساويان تقريبا ويبلغ زمن الدورة 171 سنة.

يمكن فصل بعض النجوم المزدوجة عن بعضها بالعين المجردة، فنجم المئزر (Mizar) في كوكبة الدب الأكبر (Ursa Major) له رفيق يمكن رؤيته بالعين المجردة، وهو نجم السها (Alcor)، وباستخدام تلسكوب صغير يُشاهد نجم المئزر نفسه كنجم مزدوج.

ومن المزدوجات الأخرى التي يسهل مشاهدتها نجم ألفا قنطورس (Alpha Centauri) ونجم ألفا الصليب الجنوبي (Alpha Crucis)، وهما نجمان من ألمع النجوم في نصف الكرة السماوي الجنوبي.

وفي بعض الأحيان يكون العنصران غير متساويين، فالنجم اللامع الشعرى اليمانية (Sirius) (ألفا الكلب الأكبر) (Alpha Canis Majors) له رفيق أبيض خافت، وهو قزم أبيض (انظر صفحة 84) يبلغ لمعانه واحد على عشرة آلاف فقط من لمعان نجم الشعرى اليمانية نفسه.

والنجوم المتغيرة، كما يشير اسمها، تسطع وتخفت على مدى فترات زمنية قصيرة نسبياً، ومع هذا ليس جميع هذه النجوم متغيرة.

ففي حالة النجم الثنائي الكسوفي مثل نجم الغول (Algol) في كوكبة برشاوس (Perseus) تنتج التغيرات عن مرور أحد العنصرين أمام الآخر بحيث يحجب عنه الضوء. ويومض نجم الغول بانتظام كل يومين ونصف اليوم بحيث يتدنى قدره النجمي من درجتين إلى أقل من ثلاث درجات.