العلوم الإنسانية والإجتماعية

الهامشية في بناء مجتمع السوق

2014 مجتمع السوق

سبايز بوتشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

تنبع الفكرة الأكثر تعقيداً لتحديد السعر عن الاستخدام الكلاسيكي الجديد للتحليل الهامشي والنظرية المرتبطة به والمتعلقة بتخفيف المنفعة الهامشية. وقد ظهر التحليل الهامشي كتقليد مميز للتحليل الاقتصادي في أواخر القرن التاسع عشر وهو أساس الاقتصادات الكلاسيكية الجديدة العصرية.

طوّر روّاد هذا الفكر ستانلي جيفونز  (Stanley Jevons)(1871) وكارل منجر  (Carl Menger) (]1871 [1951) وليون والراس  (Leon Walras)(]1874[ 1954) العناصر الأساسية في هذا الأسلوب في دول مختلفة في خلال الوقت عينه تقريباً. وتشير الهامشية  (Marginalizm) إلى الانتقال بعيداً عن مكامن قلق وأساليب الاقتصاد السياسي الكلاسيكي باتجاه الحسابات الأكثر رياضية الخاصة بالاقتصادات الكلاسيكية الجديدة.

وتستند النظرية الهامشية للطلب إلى رغبات المستهلك أيضاً، ولكنها تأخذ في عين الاعتبار حدود طلب المستهلك على سلعة معينة. وعلى الرغم من أن المستهلك منطقي وتهمه مصلحته الخاصة، فإن رغباته متنوعة أيضاً. إذ تمنحنا الأشياء المتنوعة السرور ولكن كلّما امتلكنا من الصنف عينه أكثر، كلّما قلّ استمتاعنا بكلّ غرض جديد منه. مثلاً، أنت تحبّ التفاح، والتفاحة الأولى التي تأكلها تمنحك الكثير من السرور (أي المنفعة، كما يقول الاقتصاديون)، وقد تستمتع أيضاً بتفاحة ثانية ولكن ربما ليس بقدر الأولى. وحين تبلغ التفاحة المائة، لا تعود تشعر بأي سرور. إذاً السعادة التي تكتسبها من شراء تفاحة واستهلاكها تتغير استناداً إلى الكمية التي سبق لك أن استهلكتها.

ولهذا السبب، يركز التحليل الهامشي على قيمة التفاحة الأخيرة، وليس التفاحة العادية. وهنا نركز على التغيرات الهامشية وليس على المحصّلة، ما يشرح لمَ الرسمين البيانيين للعرض والطلب يشيران إلى السعر في كلّ وحدة. وتعني نظرية تخفيض المنفعة الهامشية أن المستهلك يريد دفع مبلغ أقل لكلّ مادة إضافية من غرض يستهلكه. نتوقع إذاً أنه إن كان كلّ غرض يستعد المستهلك لدفع ثمنه يشبه الرسم البياني للطلب، فهو إذاً مستعد لدفع مبلغ كبير مقابل الوحدة الأولى ثمّ سعر أدنى تدريجياً لكلّ وحدة إضافية (المربع 2.2).

فإذا جمعنا الرسم البياني للطلب الخاص بكلّ فرد، نحصل على الرسم البياني للطلب الإجمالي، وهو الخطّ رسم العرض والطلب. وحين يرتفع السعر، يكون عدد الأشخاص المستعدين للدفع كافياً، مقابل وحدات للبيع كميتها صغيرة . ولكن فيما يتراجع السعر مقابل كلّ وحدة، سيرتفع العدد الذي يتم بيعه.

ينطبق تحليل مماثل على الإنتاج. يُفترض أن المنتجين يسعون لرفع الربح إلى الحدّ الأقصى، والوسيلة للقيام بذلك هي عبر استخدام الكمية الكبرى من الموارد المنتجة الممكنة والحدّ من التكلفة. يبدأ المنتجون بشراء المدخلات الأكثر إنتاجية المتوفرة لديهم. وتشمل "عناصر الإنتاج" هذه العمّال الأكثر مهارةً، والأرض الأكثر خصوبةً، والتقنيات الأكثر فعاليةً. في البداية، يستخدم الإنتاج الموارد الأكثر فعاليةً، ولكن مع ارتفاع الإنتاج، تبدأ تلك الموارد بالنفاد، وهذا يدفع بالمنتجين إلى استخدام موارد أقلّ فعاليةً مما يرفع تكلفة الإنتاج.

يمكن أيضاً استخدام تحليل العرض والطلب لشرح تأثير تغير الأسعار في صناعة محددة. ففي بعض السلع، يكون تأثير تغير السعر في ما يتعلق بالطلب على الكمية، ملحوظاً جداً ولكن في ما يتعلق بسلع أخرى، قد لا يكون لتغير السعر أثر ملحوظ على كمية الطلب عليها. مثلاً، حتى لو ارتفع سعر الطاقة (مثل الوقود والكهرباء)، فنحن معتمدون جداً عليها إلى درجة أنه من المستبعد أن يتراجع الطلب كثيراً. ولكن تكلفة السفر لقضاء العطلة مثلاً، قد تحدث فرقاً كبيراً في عدد الأشخاص الذين يسافرون.

ويشرح الاقتصاديون هذه النتائج من خلال ما يصفونه بـ"مرونة الطلب" (Elastic Demand). وتعني مرونة الطلب أن تغير السعر يحدث فرقاً كبيراً في الكمية التي يتم بيعها. ولكن في حال الطلب غير المرن، فإن كمية الطلب لا تتغير كثيراً مع تغير مستوى السعر. ومن شأن فهم ما يكمن خلف الطلب (كم الطلب ملحّ مثلاً) أن يساعدنا في فهم مفاعيل تغيرات السعر في أي مجال محدد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى