الهندسة القديمة
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الهندسة القديمة (Ancient Engineering). كتب بنجامين فرانكلن (Benjamin Franklin) عام 1774 "لقد دامت كثيراً موضة ازدراء التعلُّم من القدماء". وبالفعل فإن كتابته سبقت التفكير في بعض دوائر اليوم. وعلى krdq الحكمة المألوفة، فإن الهندسة ليست مسعى معاصراً: إنها بقِدَم الحضارة. ويمكن الادّعاء في الواقع أن بدايات الحضارة والهندسة كانتا متلازمين، وأن الحضارة كما نعرف لا يمكن أن توجد من دون ممارسة نوع ما من الهندسة.
والمهندس الأول الذي نعرف اسمه، كان في ما يقال إمحوتب (Imhotep) الذي كان معماري الفرعون زوسير (Zoser). ازدهر إمحوتب في ممفيس (Memphis) في حوالي 2650 قبل الميلاد، ويترافق اسمه مع بناء أهرامات سقارا (Sakkara) المدرّجة، وهي الأقدم من نوعها ولذا يُقال عنه إنه مخترع الأهرامات عموماً. وهذه الإنجازات الهندسية القديمة تثير الإعجاب والإلهام على الدوام.
كان لأعمال الفيلسوف الإغريقي أرسطو (384-322 قبل الميلاد) تأثير قوي في الفكر الغربي، ومن الأعمال ذات الأهمية الخاصة للمهندسين "عمل ثانوي" (Minor Work) يُعزى إليه وترجم إلى الإنجليزية بعنوان قضايا ميكانيكية، ناقش فيه أرسطو قضايا سُلّم القياس والإنشاء بطريقة غنية بالمغزى لمهندسي اليوم، حتى لو أن الحجج المستعملة تبدو بدائية ميكانيكياً. وبالرغم من أن الجدل لا يزال قائماً حول من ألّف العمل، فإنه لا يزال باسم أرسطو: (Minor Works, Translated by W. S. Hett (Cambridge, Mass.: Harvard University Press, 1980)).
يُعتقد بأن أقدم الكتابات التي وصلتنا عن العمارة والهندسة تعود إلى كتاب الهندسة المعمارية(De Architectura) الذي كتبه في القرن الأول قبل الميلاد البنّاء الكبير ماركوس فيتروفيوس بوليو(Marcus Vitruvius Pollio) والمعروف لدينا الآن باسم فيتروفيوس فقط. يُلخّص الكتاب حالة فن البناء ويصف التكنولوجيا الإغريقية والرومانية ذات العلاقة، بحيث يمكن للقيصر أوغسطس (Caesar Augustus) تقدير جودة المباني القائمة والحكم على مشاريع البناء المقترحة. اعتبرت دراسة فيتروفيوس ذات سلطة حاسمة حتى عصر النهضة الأوروبية. قام بالترجمة المعروفة لهذا الكتاب إلى اللغة الإنجليزية موريس هيكي مورغان (Morris Hicky Morgan) وطبعت بعد وفاته عام 1914 من قِبل دار هارفارد الجامعية للنشر(Harvard University Press) تحت عنوان The Ten Books on Architecture التي يشير فيها مصطلح Book إلى جزء من كامل العمل – أي ما يمكن أن يسمى فصلاً في وقتنا الحالي. ومنذ عام 1960 أصبح هذا الكتاب متوفراً بغلاف ورقي نشرته دار (Dover Publications). وللحصول على إنشاءات أقدم يمكن الرجوع إلى: Rabun Taylor, Roman Builders: A Study in Architectural Process (Cambridge: Cambridge University Press,2003).
كان سيكستوس يوليوس فرونتينوس (Sextus Julius Frontinus) نبيلاً رومانياً صاحب تاريخ مهني مميّز كمهندس عسكري، وأصبح حاكماً لبريطانيا، ومأموراً لشبكة مياه curator aquarum روما لاحقاً، في القرن الأول. وبعد تسلّمه هذه الوظيفة قام بتفتيش نظام قنوات المياه وملحقاتها ونشر تقريراً شاملاً (عام 97 ميلادي)، De aquae ductibus urbis Romae وصف فيه طبيعة نظام تغذية المياه واستخداماتها بما في ذلك ممارسات الإسراف والسطو على المياه عبر قنوات غير مأذون بها. يقدّم الكتاب صورة مهمة عن الهندسة المدنية الرومانية. اكتشف المهندس الهيدروليكي الأميركي كليمنس هيرشل (Clemens Herschel) (1842-1930) المخطوط عام 1897 في دير مونت كاسينو (Monte Cassino Monastery) المشهور بموقعه على قمة جبل في إيطاليا الوسطى. تلقّى هيرشل تعليمه في مدرسة لورنس العلمية(Lawrence Scientific School) في هارفارد وفي أوروبا، ووصف بأنه "لغوي لامع" ومهندس موهوب اخترع أنبوب فينتوري (Venturi) لقياس التدفّق في الأنابيب. ترجمَ المخطوط إلى الإنجليزية تحت عنوان The Two Books on the Water Supply of the City of Rome ، طبعه على نفقته ووزعه على أصدقائه. اقتنت بعض الجمعيات الهندسية نسخاً من الكتاب واستخدمته لسنوات كجوائز للمقالات الهندسية المميزة. نشرتLongmans, Green (second edition, 1913) ترجمةَ هيرشل لفرونتينوس (Frontinus) لاحقاً في لندن، وأعادت طباعتهThe New England Water Works Association عام 1973.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]