الهندسة المدنية
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الهندسة المدنية (Civil Engineering). استُخدم مصطلح "الهندسة المدنية" للمرة الأولى في القرن الثامن عشر، لتمييز ممارسات الهندسة المدنية عن تلك المرتبطة بالجيش. ومن بين أوائل من سمّى نفسه مهندساً مدنياً جون سميتن (John Smeaton) (1724-1792)، الإنجليزي الذي كانت أنشطته تماثل ما يسمّى اليوم مهندساً استشارياً. واستخدم سميتن المصطلح "مهندس مدني" لتمييز عمله لزبائن طواحين الهواء والمنارات والموانئ وأعمال مدنية أخرى [عن الأعمال العسكرية].
وبالفعل ففي أول الاستخدامات، كانت الهندسة المدنية تعني ببساطة كل ما هو غير عسكري.
وكما جاء تعريفها عام 1994 في "السجل الرسمي" للجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين(Official Register of the American Society of Civil Engineers:
الهندسة المدنية هي المهنة التي تُطبّق فيها المعارف الرياضية وعلوم الفيزياء، المتحصّلة بالدراسة والخبرة والممارسة، بعد تفكير واجتهاد لتطوير طرائقَ لاستخدام المواد وقوى الطبيعة بشكل اقتصادي لصالح حياة الرفاه الإنسانية المتقدّمة، عبر خلق وتحسين وحماية البيئة، وبتقديم التسهيلات لحياة المجتمع وللصناعة والنقل، وبإقامة إنشاءات يستخدمها الإنسان.
هذا يتّفق مع تعريف للهندسة المدنية التقليدي في مطلع القرن التاسع عشر. وهو تعريف صاغه توماس تريدغولد (Thomas Tredgold) (1788-1829)، المهندس الذي تعلّم بنفسه إلى حدّ كبير، عرّفه قاموس السِّير الذاتية لمعهد المهندسين المدنيين باعتباره "مؤلفاً تقنياً ومستشاراً". وتعريفه وكذلك تعريف معهد المهندسين المدنيين وشرحهما لأهداف الهندسة المدنية صِيغا قبل سعي المعهد لاستصدار صكٍّ مَلَكي. وفي نسخته الأخيرة المعتمدة يمكن أن نقرأ الأجزاء التالية، بعد تحديث علامات التنقيط:
الهندسة المدنية هي فنّ توجيه الموارد الكبيرة للطاقة الموجودة في الطبيعة للاستعمال ولما يُلائم الإنسان، وهي التطبيق العملي لمبادئ الفلسفة الطبيعية الأكثر أهمية الذي حقّق إلى درجة كبيرة توقّعات بايكون (Bacon)، وغيّرت وجه وحالة شؤون الإنسان في العالم أجمع. والهدف الأكبر للهندسة المدنية هو تحسين وسائل الإنتاج وحركة المرور في الولايات، لكلّ من التجارة الداخلية والخارجية. وهي تطبّق في بناء وإدارة الطرق والجسور والسكك الحديدية وقنوات جرّ المياه وقنوات الملاحة النهرية وأحواض السفن والمستودعات بما يناسب التبادل والتواصل بين الناس؛ وفي بناء المراسي والموانئ والحواجز وحوائل الأمواج والمولات والمنارات، وفي الملاحة باستخدام الطاقة الصنعية لأغراض التجارة…
التلميح إلى بايكون هنا، هو للإشارة إلى المحامي والفيلسوف البريطاني ومؤسّس العلم الحديث، فرانسيس بايكون(Francis Bacon) (1561-1626)، الذي حمل لقب لورد فيرولام (Lord Verulam) ولقب فيسكونت سانت ألبانس (Viscount of St. Albans) في حياته، وهو قد اعتبر كلَّ المعارف من اختصاصه، وأكّد أهمية الدليل التجريبي والتفكير الاستقرائي في تطوير معارف واختراعات جديدة "لاستخدامها وفائدتها للناس". انظر: J. G. Watson, The Institution of Civil Engineers: A Short History (London: Thomas Telford, 1982); Hans Straub, A History of Civil Engineering: An Outline from Ancient to Modern Times, translated by Erwin Rockwell (Cambridge, Mass.: MIT Press, 1964).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]