البيولوجيا وعلوم الحياة

الهندسة الوراثية

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

الاحتمالات التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة عميقة جداً ولكنها ليست دائماً من المسائل التي هي محطّ خطر ما، ومع ذلك فإن تلك المخاطر قد تحدث، ويعود سبب تلك "المخاطر" من كون التكنولوجيا الحديثة متمحور نقاشها حول أبحاث الحمض النووي الريبي المنزوع الأوكسجين (rDNA) المترابط.

والمخاطر التي اعترت تطوره في السنوات الأخيرة، والتي سوف تستمرّ لربما لعدة عقود قادمة. فكما أرى، على سبيل المثال، أن تطبيق القواعد الأخلاقية سيكون من الشكل التالي: ما لم يمكن تطوير مواصفات وراثية جديدة تُظهر أن هناك "خطراً" جوهرياً كبيراً فإن (هذا العلم) سيتطوّر من دون فرض أية عقوبات على سرعة تنفيذه.

فإذا ما حدث ذلك، فإن كلّ أوجه القصور في تقييم هذه المخاطر سيعود علينا سلباً وبطريقة انتقامية.

Langdon Winner, The Whale and the Reactor, 1986.   

 ففي خطوة أثارت بلبلة كبيرة في الصناعة الزراعية، دعا وزير الزراعة توم فيلساك (Tom Vilsack)  النشطاء والنقّاد للتكنولوجية الحيوية (Biotech Critics) إلى وضع صياغة لقرار تشكيل وكالة تنّظم منتجات التكنولوجيا الحيوية.

فإن استجاب هؤلاء النشطاء لدعوة توم فيلساك، فقد يؤدي ذلك إلى تسيس نظام عمل تلك الوكالة بصورة دائمة في حين من المفترض أن يكون نظامها مبنياً على العلم.

“Ag Department Uproots Science”, Wall Street Journal, December 26, 2010    

 

الفلفا (Alfalfa) ليست بالقصة النموذجية الكبيرة، على الرغم من أنها واحدة من أربعة محاصيل أساسية تُنتج في الولايات المتحدة الأميركية، وهو عشب معمّر، غالباً ما يزرع لغرض أن يكون في النهاية  قشاً للأبقار (كعلف)، تلك الأبقار التي تشكّل واحدة من أهم مداخيل صناعة الألبان غير المرئية للمستهلك.

ولكن في عام 2010 فيما كانت المحكمة العليا (Supreme Court) تتهيأ لإصدار قرار في قضية تتعلق بنوع من نبات الفلفا التي تمّ تغييرها وراثياً لتحمل مبيدات لأعشاب ضارة، بدأت الأضواء تتسلّط عليها لتحتل عناوين الصحف.

فقد تمحورت هذه القضية حول سؤال مهم هو: ما هي الطريقة المثلى التي ستعتمدها الحكومة لتنظّم الكائنات المعدلة وراثياً (الهندسة الوراثية، أو المحورة وراثياً) (GE or Transgenic) التي سيتم إطلاقها في البيئة؟ (1)

جادلت صحيفة الـ وال ستريت (The Wall Street Journal) بقولها: ما دام أنه ليس هناك أي دليل علمي ينصّ على مضار الفلفا المهندسة وراثياً فيجب تسويقها تجارياً، وإنه من غير المناسب أن يشرك  المستثمرون مثل النشطاء في مجال إنتاج الأغذية العضوية في عملية اتخاذ القرار، وبحسب قسم التحرير في صحيفة وال ستريت فإن وزير الزراعة الأميركي يبدو أنه كان مستعداً ليصغي لوجهات النظر السياسية حول موضوع الفلفا المهندسة وراثياً.

إن زعم صحيفة وال ستريت ليس بأمر غير عادي. فالعديد من المراقبين لهذا الموضوع وغيرهم من المجادلين بخصوص المحاصيل المعدّلة جينياً يضعون هذه المسألة في إطار السعي للحفاظ على نقاء العلم من التدخّل السياسي.

 

فالجميع، من مدافعين وناقدين، يدعون مراراً وتكراراً إلى "التنظيم القائم على العلم" (Science-Based Regulation) وينتقدون ما يعتبرونه تلاعباً سياسياً بعملية التنظيم هذه.

ولكن ما الذي يعنيه هؤلاء بـ "تسييس" (Politicizeolـلذي يعنيه هؤلاء tionمإعتيلعضوية في عمليةفلفا المعدلة وراثياً فيجب تسويقها تجارياً تحدة الأمريكية. زلغرض تبسيط الشرح عنها ) القرارات التنظيمية المتعلقة بالمحاصيل المعدلة جينياً؟

ما هي المسائل السياسية بالضبط التي هي على المحك عند النظر في عملية رفع القيود عن المحاصيل المهندسة وراثياً؟

لماذا لا ينبغي لها أن تكون ذات صلة بالقرارات التنظيمية؟

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى