علم الفلك

انتشار موجتيّ الصدمة والكثافة الحلزونية داخل مجرة “درب التبانة”

1996 نحن والكون

عبد الوهاب سليمان الشراد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مجرة درب التبانة موجة الصدمة موجة الكثافة الحلزونية علم الفلك

إن عملية انتشار موجات الكثافة الحلزونية عبر المستوى المجري ، تعمل على إعادة دورة وسط ما بين النجوم – وبمعنى آخر ، إن الغاز والغبار المتخلفين من رفات النجوم السابقة سوف ينضغطان لعمل سدم حديثة تولد بداخلها نجوماً جديدة.

وفي أواخر الستينات وجد فوجيموتو M. Fujimoto وروبرتس  W. Robertsأن معابرlanes  الغاز الممتد على طول سدم الانبعاث التي تميز شكل الذراع الحلزوني تؤكد أن عبوراً قديماً قد حدث لموجة صدمية ضاغطة. 

ولكون المادة المتخلفة من رفات النجوم القديمة تُعد مصدراً غنياً للعناصر الثقيلة ، فإن النجوم التي تتشكل من هذه المادة لا بد أن تصبح أغنى بالمواد المعدنية من سابقاتها .

 

وفي مجرتنا التبانة تصاحب موجة الصدمة موجة كثافة حلزونية أثناء انتشارها حول المجرة .

ومع بلوغ هذه النتيجة يمكننا القول ، إننا قد أجبنا عن معظم الأسئلة حول التركيب الحلزوني في المجرات ، كما ويفترض أننا قد بدأنا بالاتجاه في المسار الصحيح لحل تلك الأسئلة ، رغم أنه لا تزال هناك العديد من الثغرات فيما بلغناه .

ونجد مثالاً على ذلك في بحثنا عن الدافع في الكون الذي يساهم باستمرار في بقاء موجات الكثافة ، ولماذا لا تضعف وتضمحل تلك الموجات ؟

 

فموجات الكثافة تستهلك كميات هائلة من الطاقة لكي تضغط غاز وغبار ما بين النجوم ، ولاستمرار العملية يتحتم أن يكون هناك تعويض مباشر ومستمر للطاقة المستهلكة ، ولا نعلم حتى الآن من أين تأتي تلك الطاقة ، ويبدو أن البحث عن الإجابة يتجه إلى مراكز المجرات.

تمثل نواة مجرتنا مكاناً كثيفا ً وفعالاً جداً ، وتظهر النجوم الواقعة بها فكرة بها فكرة عن التحشد النجمي الكبير. 

ولو قدر لنا أن نحيا على كوكب يقع بالقرب من مركز المجرة ، فسوف يكون باستطاعتنا رؤية ملايين النجوم التي يعادل لمعانها لمعان نجم الشعري اليمانيةSirius  وهي ألمع نجم في السماء

 

وتبعد عنا نحو 8,7 سنة ضوئية في كوكبة الكلب الأكبرMijor Canis   وفي ذلك الموقع تعادل شدة الضوء الكلية للنجوم القريبة 200 بدراً ، ومن ذلك يتضح أن النهار سيكون سرمدياً على ذلك الكوكب في مركز المجرة

ونتيجة لتكدس سحب الغاز والغبار فإن معظم أهم الأرصاد التي تجريها حول مركز المجرة تأتي من الأرصاد الراديوية وليس عبر الضوء المرئي.

 

وعلى بعد أكثر من 1000 سنة ضوئية من المركز ، فإن إشعاع ذرة الهيدروجين يزودنا بصورة جيدة عن دوران المجرة وعن بنية أذرعها الحلزونية .

ولكنه لا يزودنا بمعلومات كثيرة عن الظروف بالقرب من المركز ، لأن الهيدروجين هناك ، إما أن يكون مرتبطاً بجزيئات أو أن يكون حراً من الكترونات وبروتونات .

 

ولقد ساهم أورت  Oort J. وروجر G.Rougoor   في إنجاز الأعمال الرائدة في مجال الرصد ممتدين هائلي الحجم مكونين من غاز الهيدروجين ، يقع أحدهما بيننا وبين المركز المجري ، ويقترب منا بسرعة 53 كم/ ثانية .

أما الذراع الثانية فتقع في الجهة الأخرى من المركز. 

وتبتعد عنا بسرعة تعادل 135 كم / ثانية ، ولا يقل مقدار الهيدروجين الكلي في الأذرع الحلزونية مقدار الهيدروجين عن بضعة ملايين ضعف من كتلة الشمس. 

ومن الواضح أن حدثاً ما غير عادي إطلاقاً قد وقع قبل نحو 10 ملايين سنة حتى تنبعث كل هذه الكمية الهائلة من الغاز من المركز المجري . Galactic Center

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى