انتشار واسع لمرض السل في الأزمنة القديمة
1995 أمراض لها تاريخ
حسن فريد أبو غزالة
KFAS
مرض السل الأزمنة القديمة أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة
يقول الشاعر الإنجليزي "كيتس" الذي يعد أشهر شعرائهم بعد شكسبير هذه الأبيات:
"ففي أكثر من مرة
كنت نصف عاشق للموت الهادي
والآن يبدو الموت ثروة أكثر من أي وقت مضى
الموت في منتصف الليل دون الم.."
لقد استجاب الله لتطلعات الشارع الرومانسي فرحل عن دنياه عام 1821، وهو في ميعة الصبا، بعد أن احتفل بعيد ميلاده السادس والعشرين.. رحل برفقة مرض له تاريخ أو فلنقل تاريخ له مرض إن صح هذا التعبير للدلالة على مرض السل.
كل الذي نعرفه عن السل أنه مرض عتيق.. عتيق جداً في صحبته للمخلوقات، ولكن لا أحد يعلم متى بدأت هذه الصحبة، فهو مرض كل الحيوانات قاطب، بل لكل حيوان منها "سل" خاص به.
وهو مرض كل الأعضاء قاطبة، ففي كل عضو له موضع ومستقر.
ففي مقبرة وجدوها في ألمانيا بناحية يدعونها "هايدبيرج"، تعود بتاريخها إلى العصور الحجرية، عثروا بداخلها على هيكل عظمي لشاب من شباب ذلك الزمان الغابر، يبدو عليه إنه كان يعاني من سل العظام مما يطلق عليه في هذا الزمان اسم مرض "بوت" سموه هكذا نسبة لإسم أول من وصفه وصفاً دقيقاً مفصلاً.
فقد اكتشف المختصون تآكلاً في الفقرات الظهرية التي صمدت أمام عوادي الزمن، وهما الفقرتان الرابعة والخامسة من العمود الفقري لسلسلة الظهر، التي قدروا عمرها بحوالي ستة آلاف عام.
الصورة 79 ذاتها وجدوها في إحدى المقابر المصرية القديمة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف عام، قبل ولادة السيد المسيح، وهو زمن الأسرة الفرعونية الحادية والعشرين، التي حكمت مصر في ذلك الزمان، إذ أنهم وجدوا بين ما وجدوا إحدى الموميات المصرية التي اشتهرت بها عهود الفراعنة القدامى، وقد قالوا عنها : إنها للكاهن (آمون) حين فحصها طبيب إنجليزي متخصص اسمه "مارك روثر" عام 1779م، أكد أن الكاهن (آمون) حين فحصها طبيب إنجليزي متخصص اسمه "مارك روثر" عام 1779م، أكد أن الكاهن (آمون) كان يعاني في حياته من مرض بوت (سل العظام).
ليس الكاهن (آمون) وحده الذي كان ضحية للسل أيام مصر القديمة، بل كان معه آلاف مؤلفة من المصريين القدامى وقعوا بين براثن المرض، هكذا أعلن طبيب إنجليزي يدعونه "جرانتون سميث" عام 1910م حين تصفح بردية فرعونية يطلقون عليها اسم بردية "ايبرس الطبية".
بل لعل مقبرة عثروا بداخلها على عديد من عظام بشرية مريضة، توحي بأنه كان هناك مصح للسل يتعالج فيه المرضى بالسل، أو هي مقبرة لأسرة واحدة كان السل أحد أفرادها؟ لا ندري.
لم يكن السل قاصراً على أهل مصر القدامى بل كان مشاعاً بين كل الشعوب القديمة، لهذا أشار إليه "حمورابي" ملك بابل القديم في شرائعه التي نقشها على الحجر، ولكن دونما تفصيل أو بيان.
وفي شبه الجزيرة الهندية كان السكان هناك يعانون من علة الدرن، حتى أن شرائع "مانو" التي قننت لهم عاداتهم وتقاليدهم، كانت تحذر الشباب من الزواج بالمرأة المريضة بالسل لانها "على حد تعبير مانو" هي امرأة غير نظيفة، وإهمال النظافة دليله هو مرض السل؟!
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]