انجازات نيوتن في مجال البصريات
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
البصريات انجازات نيوتن التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
نظرية…تثير الجدل
كانت لنيوتن جهودٌ قيمة في البصريات. ونتيجة لما قام به من تحليل الضوء والألوان – وكان قد حفظ لنفسه هذا الكشف على استحياء – تمكن من اختراع منظارٍ عاكس.
ولما قدَّم إلى الجمعية الملكية في لندن وصفاً مختصراً لهذا المنظار، سرعان ما انتُخب – وهو في الثلاثين – عضوا بها حاظياً بذلك على أكبر درجات الشرف العلمية في إنجلترا.
وقد أُخذ نيوتن بهذه الشهرة المفاجئة، فقد كان بطبعه مُتردِّداً في إعلان كشوفه. ولكنه طلب قبيل انقضاء أسبوع على انتخابه في الجمعية الملكية، إذناً لتقديم بحث عن (الكشف الفلسفي) الذي دفعه إلى اختراع ذلك المنظار.
وبلهجة لا يشوبها التواضع الكاذب قال: لقد توصَّلت إلى أغرب كشف إن لم يكن أعظم كشف توصَّل إليه عالم في الطبيعيات.
أرسل نيوتن خطابه، الذي يحوي نظريته الجديدة عن الضوء والألوان، إلى الجمعية الملكية في لندن في السادس من فبراير عام 1672. وكان هذا الخطاب بمثابة أوَّل بحثٍ ينشره، كما أنه وضع به – ولأول مرة – الأساس لعلم الطيف.
وفي بساطة بيّن كيف أن المنشور الزجاجي يُحلِّل الضوء إلى ألوانه المختلفة ذوات معاملات الانكسار المختلفة، وكيف أن منشوراً آخر يمكنه أن يُجَمِّع هذه الألوان المُحلَّلة ويعيدها سيرتها الأولى.
إن مثل هذه التجارب الرَّائعة تُعد بمثابة فتح جديد يُيسِّر صياغة نظرية جديدة عن طبيعة الألوان. غير أن هذا البحث فتح النار على صاحبه…
انهالت على الجمعية الملكية خطابات كثيره تعارض نتائج نيوتن وتُسخِّفها. كتبها رجال عديمو الوزن من الناحية العلمية كما كتبها علماء بارزون من مثل كريستيان هيوجين وروبرت هوك.
وانبرى نيوتن، بصبرٍ عجيب، يرد على الخطابات الواحد إثر الآخر بعنايةٍ وحذر من غير أن يكسب في صفه إلا معارضاً واحداً!.
وكان لهذا الجدل أثره الحاد على شخصية نيوتن، فأقسم ألا يُنشر له كشف آخر بعد هذا أبدا. (لقد آلمني هذا الجدل الذي استشرى نتيجة نشري لنظريتي عن الضوء حتى لقد أنَّبت نفسي على كوني قد فرَّطت في نعمة الهدوء من أجل الجري وراء خيالٍ زائف)- هكذا أرسل نيوتن إلى أحد أصدقائه حزنان أسفا.
ومع ذلك استمر في نشر بحوثه بهدف الحصول على تقدير الأوساط العلمية. وهنا لم يتوان أعداؤه عن الإشارة إلى هذا التناقض أو الإزدواج في شخصيَّته.
كتب أحد معارضيه: (أن نيوتن شخصيةٌ مخادعة تتميز بالطموح وسماع التقريظ، ولكنها في الوقت نفسه لا تطيق المعارضة. إنني أعتقد أنه رجل طيب في أعماقه غير أنه شكَّاكٌ بطبعه).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]