اهتمامات عائلة بني موسى
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
عائلة بني موسى التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
اهتم بنو موسى في بادئ الأمر بترجمة كتب الرياضيات والميكانيكا والفلك من لغات مختلفة إلى العربية، حتى إن المأمون أسند إليهم الإشراف على قسم الترجمة في بيت الحكمة، فصاروا يختارون المترجمين والمواد العلمية التي تلزم ترجمتها.
ومن المترجمين الذين اختاروهم: حنين بن إسحاق، وثابت بن قرة، وغيرهما كثير، كما تنقل أكبرهم – محمد – في بلاد كثيرة؛ سعياً وراء جمع المخطوطات في جميع فروع المعرفة.
وقد قضى محمد جل وقته في دراسة وتطوير علوم الرياضيات والفلك وطبقات الجو والفلسفة، فضلاً عن إسهامه في الوسائل الميكانيكية التي كانت من اهتمامات أخيه أحمد.
وقد اشتهر محمد بسعة أطلاعه في معظم فروع المعرفة، ومن ثم كان يلقب بـ (حكيم بني موسى).
وقد تفوق أحمد في الميكانيكا، وكان له السبق بين أخويه ومعاصريه في صنع بعض الآلات المتحركة، مثل الروافع المبنية على فكرة الفائدة الميكانيكية والتي تستعمل لجر الأثقال أو لرفعها أو لوزنها، وقد تناول هذه الموضوعات بكثير من التدقيق.
وأما حسن، أصغر الإخوة الثلاثة، فكان نابغة في الهندسة، حيث نال فيها سمعة كبيرة، وكان يحل المسائل المستعصية على معاصريه حتى أصبحت له مكانته المرموقة عند المأمون الذي قربه منه واعتبره أحد علمائه الكبار.
وقد ألَّف حسن كتاباً في قطع المستديرات بقي مرجعاً لعلماء أوروبا في الأشكال الإهليلجية. وتذكر سيجريد هونكة في كتابها الشهير (شمس العرب تسطع على الغرب) القصة التالية : (كان أحد الرياضيين قد اتهم حسن بن موسى بن شاكر أمام الخليفة المأمون بقوله: إن حسناً لم يدرس سوى ستةٍ فقط من كتب إقليدس، فتعجَّب المأمون من هذا وتساءل عن صحة النبأ، فردَّ حسن: والله يا أمير المؤمنين لو أردت الكذب لقلت اتهاماته كاذبة ولوضعته إزاء تجربة حاسمة، ذلك أنه لم يسألني عن واحدة من مسائل الكتب التي لم أقرأها! ولو أنه فعل لحللتها له بسرعة البرق، فجهلي بهذه الكتب لا يعيقني أمام الصعوبات!)
والحق أن حسن بعد أن أكمل دراسة الكتب الستة الأولى من أصول إقليدس استطاع ان يحل بمفرده مسائل الكتب السبعة الباقية من هذا الصنف.
وكان من دلائل ما لتعاليم القدماء من حرمة في نفس الخليفة أن قرَّع حسن في ذلك الموقف لعدم إتمامه قراءة (الأصول) وإن لم تكن به حاجة إلى ذلك!.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]