بيئة العمل في المجتمعات العلمية العربية
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
المجتمعات العلمية العربية بيئة العمل العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
يعمل العلماء العرب في ظل ظروف تتباين في نوعيتها من بلد لآخر. فهي جيدة جدا في بعضها وغير ملائمة في البعض الآخر.
ففي البلدان الغنية، أو تلك التي تتمتع باستقرار اقتصادي وسياسي، تتميز بيئة العمل باجتذاب العلماء والاهتمام بمنافعهم، إذ يحصل العلماء في المؤسسات العلمية على دخل يتراوح ما بين جيد ومتوسط ويتمتعون بعدد من الحوافز والعلاوات الإضافية، وبالتالي يؤدون عملهم في الجامعات ومؤسسات البحث التطوير بدرجة مقبولة من الرضا.
وبالمقابل، يعاني العلماء العاملون في البلدان التي تواجه صعوبات اقتصادية أو أزمات اجتماعية، العديد من المعوقات ومن ذلك الدخل المنخفض مقارنة بالمستويات السائدة في المنطقة وفي العديد من بلدان العالم، وكذلك البيئة القاسية وغير الملائمة للعمل العلمي الاعتيادي.
وأظهر تحليل لميزانيات ثلاثين جامعة وعدد من مؤسسات البحث والتطوير عبر عدة سنوات، أن الأبواب التي طالها تقليص في النفقات أكثر من غيرها هي تلك التي تؤثر مباشرة في نوعية أداء هذه المؤسسات، وهي تشمل ما يلي:
– باب النفقات المخصصة لدعم البحوث في الجامعات؛
– النفقات المخصصة لرفد المكتبة بالكتب الجديدة والمراجع والدوريات؛
– انخفاض عدد الاشتراكات في الدوريات الأساسية المكلفة؛
– نفقات الصيانة بمختلف أشكالها؛
– المواد والتجهيزات اللازمة للبحث والتدريس؛
– النفقات المخصصة لحضور المؤتمرات العلمية خارج البلاد؛
– إحداث وظائف جديدة للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والفنيين المساندين.
تعاني معظم مؤسسات العلم والتقانة شحاً في الموارد المخصصة لها منذ بداية الثمانينات، باستثناء تلك العاملة في بلدان الخليج العربية. وكانت نتيجة هذه الحال نزوح أعداد كبيرة من العلماء العرب من مؤسساتهم سعيا لتحسين أوضاعهم المالية والحصول على ظروف أفضل للعمل.
وتظهر إحصاءات جرت عام 1990/1991 أن نحو 6800 عالم عربي، يحمل %89 منهم الدكتوراه، يعملون خارج بلدهم الأصلي ولكن داخل المنطقة العربية، ويعادل هذا الرقم %11 من مجموع حملة الدكتوراه العاملين في مؤسسات التعليم العالي والبحث والتطوير العربية.
وتشكل نسبة حملة الدكتوراه، الذين يعملون بإجازات خارج 25 جامعة في أربعة بلدان عربية، ما بين 8-%15 من مجموع أعضاء هيئة التدريس في كل جامعة.
ولا توجد إحصاءات موثقة حول هجرة العلماء العرب إلى بلدان خارج المنطقة العربية، إلا أنه تبين من الإحصاءات التي نشرها مجلس العلم القومي في الولايات المتحدة، في كتاب مؤشرات العلم والهندسة لعام 1993، أن عدد العلماء والمهندسين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأدنى والأوسط في عام 1991 بلغ 1600. كما بينت الإحصاءات أن %29 من الحاصلين على الدكتوراه من مواطني دول غرب آسيا في الجامعات الأمريكية، ينوون البقاء في الولايات المتحدة بصورة أكيدة.
لا توجد دراسات تفصيلية تبين آثار هجرة العقول العربية العلمية، المؤقتة ولربما دائمة، على حالة العلم والتقانة في المنطقة العربية، إلا أن المعلومات تشير إلى أن المؤسسات التي توافق على إجازات العلماء للعمل في الخارج تعاني في الأغلب نقصاً في نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى عدد الطلبة.
ومن ناحية أخرى، فقد يدعي البعض وجود إيجابيات لحركة العلماء المؤقتة من مؤسسة لأخرى وخصوصا في مجالات نقل خبرات جديدة واكتسابها، إلّا أنه لا يتوافر معلومات أو دراسات تبين آثار هذه الظاهرة على أداء مؤسسات العلم والتقانة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]