البيئة

تأثير “الموقع الجغرافي” لدولة الكويت على تدهور أراضيها

2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت

د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي

KFAS

الموقع الجغرافي تدهور الاراضي البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

تنجم مظاهر تدهور الأراضي بدولة الكويت عن تضافر مجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية.

ومن أهم العوامل الطبيعية التي أسهمت بشكل فاعل في انتشار هذه المظاهر كما جاء في دراسة (ميساك وآخرون 2000) هي الموقع الجغرافي والجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة والسرعات العالية للرياح.

كما أن لضحالة التربة وضعف قوامها وقلة المواد العضوية وهشاشة الغطاء النباتي آثارها الواضحة على زيادة معدلات التدهور. 

 

أما العوامل البشرية التي تلعب دورا كبيرا في زيادة رقعة المناطق المتدهورة بيئيا فسببها زيادة الضغط البشري على الموارد الطبعية وخاصة في فترة ما بعد اكتشاف النفط وما صاحبها من تطور اجتماعي واقتصادي كبير.

وأيضاً كان لغزو النظام العراقي البائد على دولة الكويت في الثاني من أغسطس 1990 – وما أعقبه من عمليات وأنشطة عسكرية لتحريرها وما أعقب ذلك من برامج وعمليات للتخلص من مخلفات الحرب وكذلك علميات إطفاء آبار النفط التي أشعلتها القوات العراقية قبيل انسحابها – أثار سلبية على عناصر المنظومة البيئية الصحراوية (ميساك وآخرون، 2000).

وفيما يلي سرد للعوامل الطبيعية والبشرية التي أدت إلى انتشار ظاهرة تدهور الأراضي بدولة الكويت كما جاء في دراسة (ميساك وآخرون، 2000).

 

أولاً : العوامل الطبيعية

الموقع الجغرافي

لقد هيأ الموقع الجغرافي لدولة الكويت الظروف لانتشار عدد من العمليات الجيوموفولوجية الريحية والمائية. 

فوجود دولة الكويت في الجنوب الشرقي من السهل الفيضي لأرض الرافدين جعل دولة الكويت مسرحا للعمليات الريحية من تجوية نقل وترسيب – حيث تقوم الرياح الشمالية الغربية السائدة خلال فصل الصيف بنقل الحبيبات الدقيقة للتربة المفككة  في اتجاه دولة الكويت مؤدية إلى حدوث العواصف الرملية والترابية وتشكيل الكثبان والفرشان الرملية. 

 

كما ساعدت طبيعة الموقع الجغرافي على تكوين دلتا وادي الباطن الضخمة في الأجزاء الشمالية من الكويت خلال العصور المطيرة السابقة مما أسهم بشكل فاعل في وصول كميات كبيرة من الرواسب النهرية التي شكلت مصدرا هاما للرمال فيما بعد. 

كما أن موقع الكويت هو المسؤول عن وضعها ضمن الأقاليم شبه المدارية التي تتميز بدفئها النسبي في الشتاء وشدة حرارتها في الصيف وبالتالي زيادة معدلات البخر في التربة ومن ثم فقدان التدريجي لرطوبتها.

 

هذا ومن المتوقع أن يصاحب عمليات تجفيف الأهوار (الشكل رقم 9) بالأجزاء الجنوبية من العراق زيادة في معدلات زحف الرمال وكثرة في العواصف الرملية حيث يترتب على عمليات التجفيف ما يلي:

– هبوط ملموس في مناسيب المياه الأرضية القريبة من السطح بمناطق الأهوار (المستنقعات والسبخات).

– جفاف الجزء العلوي من التربة بمنطقة الأهوار بسبب هبوط مناسيب المياه الأرضية).

– الانجراف الريحي للجزء العلوي الجاف من التربة بفعل الرياح الشمالية الغربية شديدة الحرارة والجفاف ومن ثم انتقال كميات إضافية من الرمال في اتجاه الجنوب الشرقي أي ناحية الكويت (الشكل رقم 10).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى