تاريخ الثقافة
2008 كتاب المعرفة – الثقافة والفنون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة
History of Culture
غالباً ما تستخدم كلمة «الثقافة» لتصف أشكال الفن التي تستمتع بها فئة قليلة من الناس فقط، مثل الأوبرا والباليه. ولكن الثقافة تعني أكثر من ذلك بكثير، فيمكن استخدام الكلمة لوصف نشأة شخص ما وثقافته ومعتقداته الدينية وتقاليد مجتمعه ولغة أمته وأدبها وفنها. كما يمكن أن تصف أسلوب الحياة والأفكار السياسية والهوية. في العادة تصف كلمة الثقافة كل هذه الأشياء مجتمعة، وتستخدم لتصف حضارة متفردة في زمن معين ينتمي إليها شعب معين.
في كل مجتمع أو حضارة يكون للثقافة وظائف عدة مختلفة، فيمكن للثقافة أن تمتع وتسلي أو أن تحفز على التفكير أو أن تقوي القيم التراثية أو أن تلهم الناس الذي يمتلكون أفكاراً جديدة متمردة.
في جميع أنحاء العالم طوّرت مختلف الثقافات مناسبات خاصة لكي تحتفل بالمراحل المهمة في حياة كل فرد. فمثلاً الوليد الجديد يرّحب به بإقامة طقوس لتسميته. ويشارك الأطفال الأكبر عمراً في احتفالات التكريس التي تبّين أنهم تركوا مرحلة الطفولة وصاروا بالغين.
في العديد من الثقافات، تنطوي الزواجات من الناحية التقليدية على ترك العروس للبيت وعلى تقديم هدايا من طعام وممتلكات للعروسين حديثي الزواج. غالباً في كل مكان يكون هناك حجة لإقامة الإحتفالات السعيدة.
غالباً يرقد الناس للراحة الأبدية بمصاحبة صلوات الجنازة، وفي العادة تعبر هذه الصلوات عن الأمل بوجود حياة أخرى بعد الموت. في العديد من الثقافات يُكرم أفراد العائلة الموتى بوضع أضرحة على قبورهم، أما الناس ذو النفوذ فيكرّمون بإقامة صروح عامة ضخمة لهم.
تعدّ الأزياء القومية رمزاً للكرامة المرتبطة بالثقافة المحلية، فيرتديها الناس ليظهروا التزامهم بمعتقداتهم الثقافية. الملابس التي تظهر جزءاً من الجسد لا تعدّ مقبولة في بعض الثقافات. كما تعكس الملابس المناخ المحلي والمنتوجات المحلية (الصوف أو الحرير) أيضاً.
في الوقت الحاضر يعمل العديد من الناس في مجال صناعات الأغذية – مثل الزراعة وصيد الأسماك – أو يعملون في المصانع والأسواق. يمكن الإنتشار العالمي الناس في الدول الغنية من تناول الأطعمة القادمة من جميع أنحاء العالم، ولكن في المناطق الفقيرة قد يتضوّر الناس جوعاً، فالكوارث الطبيعية والمطر القليل جداً أو الكثير جداً يؤدي إلى حدوث المجاعات، وقد ترسل الدول الأخرى مؤن إغاثة لمساعدة الناس المحتاجين.
الناس الذين ينتمون إلى معتقد معين يستخدمون إشارات مقدسة لهم، فبالنسبة للمسيحيين يعد الصليب رمزاً مقدساً لأنه يذكرهم بالصليب الخشبي الذي صلب عليه المسيح عام 30 للميلاد تقريباً. والمسلمون يستخدمون الهلال ليرمز إلى دينهم والشعب اليهودي يستخدم نجمة داوود السداسية.
الناس الذين يعملون في القوات المسلحة أو وظائف عامة أخرى يرتدون زياً رسمياً للدلالة على انتمائهم وللحث على الإنضباط واحترام الذات. ويظهر أفراد الفريق الرياضي القومي أو المحلي ولاءهم لبعضهم واتحادهم عن طريق ارتداء نفس الزي.
احتفالات أعياد الميلاد:
يحتفل الناس بأعياد ميلادهم بطرق مختلفة في أنحاء العالم. في أوروبا وأمريكا يحتفلون بأعياد الميلاد عن طريق تقديم الهدايا والبطاقات وتناول كعكة مزينة بالشموع. وتمثل كل شمعة سنة واحدة من عمر الشخص الذي يحتفل بعيد ميلاده. ويعّد فألاً طيباً إطفاء الشموع جميعها مرة واحدة.
تغير عادات تناول الطعام:
تعدّ المشاركة في وجبة من الطعام إحدى المتع القديمة المعروفة لدى الإنسان المتحضر. في العديد من الثقافات تعدّ الضيافة (تقديم الطعام والشراب) واجباً مقدساً. لكن في القرن العشرين على الأرجح أن وجبات الطعام السريعة، مثل البرغر والبطاطس المقلية، تعمل على تغيير هذه التقاليد الثقافية القديمة في عدة أجزاء من العالم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]