تجربة السيدة “جوانا” في التخلص من الاكتئاب

2014 للتخلص من الاكتئاب

جيسي ه . رايت و لورا و.ماكراي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب

قد يكون الانخراط في علاقات يتخلّلها خلافات جدية السبب الرئيسي لحصول الاكتئاب وكذلك في صعوبة إيجاد طريق للخروج منه.

جوانا، امرأة قدمت للعلاج من حالة اكتئاب عند أحد زملائنا وكان لها قصة تحكيها: كانت جوانا متزوجة من فرانك، وهو بائع في متجر، لمدة 15 عاماً، وبعد بضع سنوات من زواجهما أصبح فرانك شديد الانتقاد، وغير متسامح، يوبّخها على كل صغيرة وكبيرة، ومع أنه لم يكن معنفاً لها من الناحية الجسدية، ولكن مع الوقت تصاعدت حدة ألفاظه حتى وصلت إلى حد التعنيف الانفعالي.

فكان يسبّها، ويكنّيها بألقاب، ويعكس مشاكله كافة عليها، ولا عجب أن وصل اعتبار جوانا لنفسها إلى الحضيض عندما طلبت أخيراً أن تخضع للعلاج.

كان والدا جوانا وأصدقائها المقربين ينصحونها بضرورة ترك فرانك، ولكنها كانت تستمع من دون أن تقرّر ما الذي يتوجّب فعله إذ إن ثقتها بنفسها كانت قد تحطمت إلى درجة خلال سنوات معيشتها مع فرانك حتى باتت خائفة أن تواجه تحديات تحولها إلى أم عازبة، كما أن جزءاً منها كان لا يزال يحب فرانك مع أمل كبير أن يتم إنقاذ زواجهما.

لم تكن جوانا قلقة أن يؤذيها فرانك جسدياً. ولكن، هناك من هو في مثل حالتها ويبقى قانعاً بعلاقة سيئة لفترة طويلة إذا ما توقّع أن أذى جسدياً سيلحق به (ردّة فعل مقرونة بأذى مادي إذا ما حاولوا الخروج من العلاقة).

فإن كنت في حالة مشابهة، حاول الحصول على دعم ونصيحة من معالج اختصاصي أو/ من برنامج خاص بالناس الذين يتعرضون للتعنيف الأسري، ويقدّم الخط الساخن الوطني للعنف الأسري (National Domestic Violence Hotline) (thehotline.org) المساعدة للمتصلين على مدار الساعة، وطوال العام.

بعد نحو 8 أشهر من العلاج الفردي ومحاولات فاشلة في العلاج الزوجي (Marital Therapy)، أصبحت جوانا قادرة على أن ترى فرانك أما عاجزاً عن التغيّر، أو أنه لا يريد ذلك، وقد ساعدها العلاج الفردي أن تسترجع شيئاً لا بأس به من ثقتها واعتبارها لنفسها وكيفية حل مشاكلها في حال تقدمت بطلب الطلاق، وفي وقت كتابة هذا الكتاب كان قد مرّ أربع سنين على طلاق جوانا من فرانك، وقد استمرت على تناول مضادات الاكتئاب ومراجعة الدكتور رايت مرة كل 3 أشهر لإجراء الفحوص، ولكنها كانت قد تحرّرت من الاكتئاب طوال هذه السنوات الأربع.