البيولوجيا وعلوم الحياة

تحديات مستقبلية أمام الهندسة الوراثية

1999 ثورة الهندسة الوراثية

وجدي عبد الفتاح سواحل

KFAS

الهندسة الوراثية البيولوجيا وعلوم الحياة

معركة التراكيب الوراثية

واليوم وبعد أن استوفت الدول المتقدمة احتياجاتها من التراكيب الوراثية، واستكملت استعداداتها من البنوك الوراثية الغنية ومراكز الهندسة الوراثية، ووضعت نظام توثيق براءات الاختراع لنتائج الأبحاث والمشروعات العلمية وذلك لحمايتها وضمان احتكارها (تسجيل براءة الاختراع يحصر استخدامه على صاحبه ويحظر استغلاله من قبل غيره إلا بموافقة صاحب الشأن، الذي يقدر على بيع براءة اختراعه للغير وفق الشروط والسعر الذي يحدده بنفسه).

وبعد معاهدة "حفظ الأنواع "التي تمخص عنها مؤتمر البيئة للأمم المتحدة في ريودي جانيرو عام 1992 م، تأتي اتفاقية الجات التي تمثلها حاليا منظمة التجارة العالمية لتحظر نقل الأصول الوراثية بين الدول بالطرق غير الشرعية  لكونها أحد حقوق الملكية الفكرية  !!

وسيسري تنفيذ القوانين المتعلقة بحماية الحقوق الفكرية عام 2004 م طبقا لاتفاقية الجات، وبالتالي سيتعذر لكثير من الدول بعد ذلك استرداد ما فقدته أو سلب منها من أصول وراثية، وعليها أن تستكمل احتياجاتها في إطار شرعي يعصب التنبؤ بحسن نواياه وأبعاده.

 

تحديات المستقبل

ومن استقراء الأحداث والتحركات الجارية بالعالم اليوم يمكن توقع تحديات المستقبل.

فأمريكا تستعد الآن لإغراق السوق العالمي بالحاصلات الزراعية، بدليل أنها أقلعت هذا العام عن النظام المعمول به منذ سنوات طويلة لدعم المزارعين مالياً مقابل  عدم زراعة بعض المساحات الزراعية لضمان ثبات الأسعار الزراعية في الأسواق.

وسمحت بدخول 20 مليون هكتار هذا العام في الإنتاج، أي أن هناك عائداً لعشرين مليون هكتار جديدة ستدخل أسواق العالم قريبا، ومصانع النسيج بأمريكا تعمل بكامل طاقتها لاستيعاب كل القطن الأمريكي بحيث لا يتوافر مخزون في القطن عالميا.

وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية في الشرق الأدنى واليابان هناك إنجازات زراعية ضخمة، وسعي نشط للحصول على المصادر الوراثية قبل سريان التشريعات بحقوق الملكية الفكرية فتصبح المعلومات المتاحة اليوم سرا محجوباً أو ممنوعاً غدا.

أي أننا مقدمون على عصر احتكار تقنية الهندسة الوراثية وأسرارها، وبالتالي عصر التحكم في أقوات الشعوب !.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى