تحديث معايير العمارة الإسلامية
1995 العلوم والمعارف الهندسية
جلال شوقي
KFAS
العمارة الإسلامية الفنون والآداب الهندسة
إن الدراسة التي قدمناها في هذا البحث تشير بوضوح إلى السمات الأساسية التي تتميز بها العمارة الإسلامية على غيرها من الأنماط المعمارية.
ومن الجلي أن الحفاظ على هذه السمات بل والتفرد بها لإضفاء طابع إسلامي على العمائر أو على المدن سيواجه بلا ريب بزيادة التكلفة عنها للعمائر العصرية.
إلا أن هذه العقبة يمكن التعامل معها بحديد وتقييس وتحديث العناصر المعمارية الإسلامية : البنائية منها والجمالية.
إن تطبيق مفهوم التوحيد القياسي على الوحدات المعمارية الإسلامية يمكن له أن يؤدي إلى توحيد وتحديد وتحديث العناصر المعمارية الإسلامية، وما يصاحب ذلك من توفير أوسع لفرص اختيار العناصر مع خفض التكلفة، وبالتالي تحسين الجانب الاقتصادي في تشييد العمائر الإسلامية.
خلاصة
يتصدر هذه الدراسة تعريف عام "بالهندسية" حيث قسمها العلماء الأوائل قسمين هما:
1- الهندسة النظرية أو الهندسة العقلية ونسميها "هندسة الأشكال" (1) .
2- الهندسة الحية، أو الهندسة التطبيقية أو الهندسة العتملية، ونسميها "هندسة الحركات".
وإذ ينتسب القسم الأول إلى "العلم الرياضي" أو الرياضيات، يندرج القسم الثاني تحت لواء "العلم الطبيعي" أو الطبيعيات.
ولقد رأينا من المناسب أن نبين بادئ ذي بدء "مكانة التراث العربي في تاريخ العلم"، وموقع هذا التراث على خريطة الحضارات، ثم أردفنا ذلك بالاتجاهات والمناحي المختلفة لتقسيم العلوم عند الأوائل، ذلك كله قبل أن نعرض بتفصيل "للأصول الهندسية" (هندسة إقيلدس)، وبيان فضل علماء العرب والمسلمين فيها، كما تناولت الدراسة علم الأكر.
وعلم المخروطات (قطوع المخروط)، كذا علم مساحات سطوح الأشكال المستوية والأشكال المجسمة، وحساب حجوم الأجسام المنتظمة، وقد امتد اهتمام علمائنا الأوائل بالقياسات الكونية فحددوا قطر الأرض وطول السنة الشمسية بدقة فائقة .
هذا وتعرج الدراسة بعد ذلك إلى علم "المناظر" أو علم "البصريات"، وبيان أهم إنجازات علماء العرب والمسلمين فيه.
لا شك أن الحضارة الإسلامية لم تشهد تمكناً عظيماً في الأشكال الهندسية فحسب، وإنما كان للعرب والمسلمين قصب السبق في تطبيق هذه العلوم في مجال هندسة المعمار، حيث تميزت وتفردت العمارة الإسلامية بابتداع الأشكال والمجسمات وزخرفتها لتصبح رافداً أصيلاً وعظيماً لما عُرف بالرقش العربي "الأرابيسك Arabesque" نسبة إلى الفن العربي.
إن الإنجازات المعمارية التي واكبت الحضارة الإسلامية تسجل بما لا يدع مجالاً للشك أصالة الإبداعات، وجمال التكوينات، وشدة التنوع، وسعة الباع ودقة التفاصيل، وستبقى الشواهد العديدة دليلاً على تفوق العرب والمسلمين في "هندسة الأشكال" وعلو كعبهم في هذا المضمار.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]