تحليل كتاب الحيوان لـ”الجاحظ”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
كتاب الحيوان الجاحظ الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة
ويقدم ياسين خليل في كتابه (العلوم الطبيعية عن العرب) تحليلاً حول كتاب (الحيوان) للجاحظ ننقله عن علي عبدالله الدفاع في كتابه (إسهام علماء العرب والمسلمين في علم الحيوان):
1-سلك الجاحظ في تأليف كتابه سلوكاً علمياً دقيقاً، فهو يجنح للتوثيق، إذ يذكر المرجع الذي يأخذ منه سواء كان المرجع كاتباً أم شاعراً أم أعرابياً أم ملَّاحاً أم عشاباً أم خبراً مسموعاً، فيذكر اسم الشخص ومصنفه إن وجد، كما يذكر اسم صاحب الخبر المسموع أو راويه.
2-ذهب الجاحظ في مؤلَّفه مذهب المفنِّد والناقد لكلٍ من آراء اليونان والعرب عن الحيوان، وعلى رأس اليونان الذي تردَّد اسمهم في مواضع كثيرةٍ من الكتاب أرسطو، أو (صاحب المنطق) كما يُسمِّيه.
3-اعتمد الجاحظ فضلاً عن تجارب الآخرين من يونان وعرب، على خبرته الشخصية المستمدة من الملاحظة والمتابعة والمراقبة والتجريب، مضيفاً بذلك إلى منهج البحث عنصراً مهماً وهو التثبت من صحة الرأي بإخضاعه للاختبار.
4-يعتبر الكتاب أشمل مصنَّف وأكمل تناول الجوانب النفسية والغريزية والطبعية للحيوانات على اختلافها. فلم يقتصر على مجرد ذكر الصفات الخارجية للحيوان وأسلوب معيشته وما يمتاز به عن بقية بين جنسه، وإنما ذهب إلى تحليل نفسية الحيوان وطباعه وتصرفاته مما يندرج تحت ما يسمى (سلوك الحيوان) أو (علم نفس الحيوان).
5-تضمن الكتاب مجموعة واسعة من صنوف الحيوان، منها ما هو معروفٌ في بيئته ومنها ما هو مجهولٌ ورد ذكره في المصنفات العلمية اليونانية أو العربية أو عرفه عن طريق الرواية والخبر.
6-للتعرف على حيوانٍ من صنوف الحيوان الكثيرة التي تضمَّنها كتاب الجاحظ، فعلينا أن ننظر إليه من المنظورات التالية:
أ- ننظر في اسمه وجنسه ونوعه، فإن لم نجد أخذنا كل ذلك من أشباهٍ له وأقرباء.
ب) ننظر في صفاته الخارجية مثل اللون ووجود تراكيب مميزة كالريش أو الشعر أو الوبر، فضلاً عن بعض الصفات المميزة للأعضاء الداخلية أو الخافية عن الحس.
ج) ننظر في طعامه وشرابه وسلوكه وعلاقته بالإنسان نفعاً أو ضراً.
د) ننظر في بيئته من حيث تأثيرها فيه في الهجرة أو الانتقال أو الاستقرار في فصولٍ أو أشهرٍ معينة في السنة، وعلاقته بالحيوانات الأخرى التي تشاركه المعيشة في البيئة ذاتها متطفلاً عليها أو متعايشاً معها أو متقايضاً أو مفترساً، وأثر نقله من بيئته إلى بيئة أخرى جديدة في سلوكه وتناسله.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]