تحول الأكاديميات العلمية في أوروبا الوسطى
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
تحول الأكاديميات العلمية أوروبا الوسطى العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
أُنشئت الأكاديميات العلمية في أهم مراكز الأكاديميات في أوروبا الوسطى خلال القرن التاسع عشر.
واستمر تطور هذه الأكاديميات وتوسعها خلال الأعوام 18– 1939، عندما كانت دول أوروبا الوسطى دولاً مستقلة.
وقد تطورت هذه الأكاديميات ضمن النمط الأوروبي العام لتطور الأكاديميات المماثلة. لكن هذا التطور الطبيعي لحق به الدمار في نهايات حقبة الأربعينات وبداية حقبة الخمسينات، عندما صُفيت جميع الأكاديميات العريقة في أوروبا الوسطى وتم الاستعاضة عنها بإنشاء أكاديمية واحدة للعلوم في كل دولة: وبشكلٍ أساسي كانت هذه الأكاديميات الجديدة نسخة من أكاديمية العلوم في الاتحاد السوڤييتي.
لكن، وخلال السنوات 49– 1989 عُدل النمط السوڤييتي في كل دولة على حدة، وذلك على إثر ضغوط البيئة السياسية الوطنية الإيجابية والسلبية على حدٍ سواء.
ولعل من المفيد استعراض مثالين في هذا المجال: التطور الإيجابي الليبرالي في الأكاديمية البولندية للعلوم بعد عام 1956، وفي المقابل التحول إلى النمط الاستبدادي في الأكاديمية التشيكوسلوفاكية للعلوم بُعَيد عام 1968. وقد مثلت الأكاديمية الرومانية للعلوم حالةً خاصةً تحمل أبعادًا إيجابيةً وأُخرى سلبية.
وخلال المرحلة الأولى للتحول إلى الديمقراطية بعد عام 1989، نادى المتشددون بتصفية الأكاديميات العلمية على اعتبار أنها إثمٌ من أصلٍ سوڤييتي.
ومن حس الطالع أن هذه النظرة المتطرفة لم يكتب لها أن تصل إلى مرحلة التنفيذ، وبذلك تمكنت الأكاديميات من البقاء ومن تجاوز العاصفة التاريخية، ولتبدأ على درب التحول الشاق.
ومن المخيب للآمال أن عملية التحول خلال الأعوام 89– 1995 سارت بمعدل بطيء وبكفاءةٍ متدنية– وذلك باستثناء الأكاديمية التشيكية للعلوم (1994– Illner).
وفي أي محاولة للمقارنة بين أوضاع العلم والتقانة في دول أوروبا الوسطى والأوضاع في دول أوروبا الأُخرى تبرز ثلاثة أسئلة ذات أهمية خاصة:
– إلى أي مدى يمكن تصفية الآلة البيروقراطية الكبيرة التي أنشئت خلال فترة الحكم السابق، حين كانت الأكاديمية عمليًا وزارة للعلوم؟ ويشير النموذج البولندي إلى نجاة الجزء الأكبر من هذه الآلية، هذا على الرغم من إناطة مسؤوليات العلم بهيئة الدولة للأبحاث العلمية State Committee for Scientific Research, والتي أَنشئت، بالطبع، جهازها البيروقراطي الخاص بها. أما في النموذج التشيكي فقد تم تدمير وتصفية الجهاز البيروقراطي للأكاديمية التشيكية للعلوم بكاملة، أو على أقل تقديرٍ معظمه.
– إلى أي مدى -كمؤسسة بشكل عام وكعلماء متميزين– تمكنت الأكاديميات من اجتياز اختبار التغير السياسي الجذري والتغير المنتظم للظروف؟ في الأكاديميتين البولندية والهنغارية (المجرية) للعلوم استخدم مبدأ الاستمرارية، مبررًا موضوعيًا، أو شبه موضوعي، كمحور لمناقشة النجاح المتواصل لهاتين الأكاديميتين.
– إلى أي مدى يجب على المؤسسات الأكاديمية –وقد مثلت في معظم الأحوال مستوى رفيعًا من الأداء الأكاديمي في حقول البحث الأساسية من وجهة نظر عالمية العلم– توفير ظروف جيدةٍ جدًا لمراحل تطورٍ لاحقة، وذلك بعد مرحلة تكيفٍ للأوضاع الجديدة؟ (لكن من غير الواضح ما إذا كان التطوير يجب أن يبقى ضمن نموذج المؤسسات الحالية، أم أن نموذجًا جديدًا يحذو حذو التجربة الفرنسية، المركز القومي للبحوث العلمية National de la Recherche Scientifique، أو التجربة الألمانية، معهد ماكس پلانك Max– Planck– Gesellschaft.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]