تربية الصغار

2012 الحيوانات

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

تقوم الثَدييات بعد الولادة بإطعام صغارها الحليب، الذي تقوم بإنتاجه الغُدَد الثديية (mammary glands)، والمفعم بالمُغذِّيَات التي يحتاج إليها الصغار للنمو بسرعة. ويتنوَّع تركيب الحليب تبعاً للنوع؛ فعلى سبيل المثال، تُمثِّل الدهون 60% من تركيب حليب الفقمة وهو ما يساعد صغيرها على اختزان طبقة سميكة من الدُهن تحت جلده.

تنفرد الثدييات بإنتاج الحليب دون غيرها من الحيوانات، برغم أنَّ عدداً قليلاً آخر من الحيوانات يقوم بتغذية صغاره على سوائل يُفرزها من جسمه؛ فتُنتِج طيور الحَمَام سائلاً مُغَذِّياً من حُويْصَلاتها (جزء من المعى الأمامي). ولا تستطيع فِرَاخ طائر البشروش (flamingo) ترشيح الطعام من الماء مثل الطيور البالغة، ولهذا فإنه يتم إطعامها هي الأخرى بسائل لبنيّ من المعى الأمامي لأمهاتها.

وتقوم حيوانات أخرى ترعى صغارها بإحضار الطعام إليها من مكان آخر؛ فالخنافس الجيفية (carrion beetles) تحمِي يرقاناتها الدودية (grubs) حتى تطرح إهابها. وتتغذى هذه الدُوَيْدَات على قطع صغيرة

مَمْضوغة من طعام يتألَّف مِن جِيَف الحيوانات؛ في حين تحْمِل طيوراً مثل طائر النَوْرَس الطعام إلى أعشاشها داخل حوصلاتها، ثم تتقيّأ الطعام للفراخ حتى تتناوله.

تحتاج حضانة البيض وتربية الصغار في العادة إلى وجود أبوين: أحدهما يعمل على حراسة العُشّ بينما يخرج الآخر

للبحث عن الطعام. ويُمْكِن أن تقوم الحيوانات الوالدة بتعزيز الرابطة فيما بينها عبر الاستعراضات؛ فعلى سبيل المثال، في الوقت الذي يسعى فيه أحد الطائرين المُكوِّنين لزوج القَطْرَس (albatross) في كل مكان التماساً للطعام، يمْكُث الطائر الآخر في العُشّ ليقوم بحضانة البيض. ويقوم الأبوان عند تبادلهما للأدوار بتأدية استعراضات مُذهِلَة تنطوي على الصياح، والإشارة بأطراف الأجنحة، وهَزّ الرأس، وطقطقة المناقير.