ترتيب العالم “دميتري مندلييف” العناصر في الجدول الدوري

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم دميتري مندلييف الجدول الدوري الكيمياء

من جوف روسيا الأسيوية خرج متنبِّىء كيميائي قال: ثمة عنصر لم يُكشف بعد له صفات معينة. ابحثوا عنه تجدوه!

وكان هذا القول نبوءة جريئة، ولكنها لم تكن آخر نبؤاته. فقد تنبَّأ بعنصرٍ آخر، وتجرَّأ فذكر وزنه الذري قبل وجوده!. ولم يلبث ذلك الصوت الجريء حتى تنبَّأ بعنصر ثالث حدَّد صفاته مسبقا!.

كانت هذه العناصر الثلاثة مما لم تقع عليه عين إنسان قط من قبل حتى علا صوت هذا الروسي العجيب.

 كان الوقت في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وكان عصر الخوارق قد انقضى. ومع ذلك رأى العالم هذا الكيميائي، الذي يعمل أستاذاً في جامعة مشهورة، وقد اتَّشح بوشاح النُّساك.

وكان التساؤل: هل جمع نبوئاته من بلورة ساحر، أو قمقم مشعوذ؟. كلا إنه لم يتَّشح بوشاح الكهنة، بل أعلن عن تنبؤاته من مختبره الكيميائي، حيث تنعقد أبخرة العناصر غيوماً صادرة عن فرنه المشتعل، وتُعلِّق على جدرانه أسرار هذه العناصر في بطاقات.

ومن بين الغيوم والبطاقات تبيِّن مندلييف (شكل رقم 56) طريقه نحو كشفٍ عظيم!.

 

علم الكيمياء.. ولغز الصور المقطوعة!

هل حاولت قط تركيب لغز الصور المقطوعة؟ يلوح بدايةً أن الأمر غير يسير.

فهناك مئات القطع من جميع الأحجام والأشكال والألوان، غير أنك بعد دراسة القطع تبدأ الألغوزة تقريبا في حل نفسها، وتتضح الصورة عندما تأخذ القطع مكانها الصحيح.

ونحن نعلم قبل البدء أن جميع القطع سوف تتركَّب وأننا عند الانتهاء سوف نحصل على الصورة الكاملة. وعلى طريقة ألغوزة القطوع المركبة، تمثلت المشكلة في كيفية تناول آلاف الآلاف من المعلومات الكيميائية ووضعها جنباً إلى جنب وفقاً لترتيب أو تصنيفٍ معين يوضح الصورة ويكامل بينها إذا كانت هناك ثمة صورة متكاملة أصلاً!.

عمل كثير من الكيميائيين في هذه المسألة، ولكن نجح عبقري سوفيتي حيث أخفق آخرون.

فقد رتَّب مندلييف العناصر الكيميائية وفقاً لأوزانها الذرية مقدِّماً بذلك ما يعرف بـ (الجدول الدوري) للعناصر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]