تزويج العالم “مندل” النباتات بين بعضها البعض لمدة 9 سنوات
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم مندل البيولوجيا وعلوم الحياة
تسع سنوات… زواج!
زواج من يا تُرى؟… على كل حال ليس زواج مندل وإنما تزواج (أطفاله) أعني نباتاته.
لم يكن عمل مندل في التدريس متعارضاً مع واجباته في دير التبرين، فاستمر في المعيشة في الدير وتربية النباتات في حديقته.
وكان عالمنا مرحاً، قصير القامة، ممتلئ الجسم، ذا جبهة عريضة، وفم واسع، وشهية مفتوحة، وضحكة صافية صريحة، وكانت عيناه الزرقاوان الضاربتان للون الرمادي تطلان من خلف نظارته الطبية وفيهما وميض الطيبة والبشاشة الدائمين، فقد كان شخصاً قانعاً راضياً يعيش في عالمٍ جميل.
ولكن كانت هناك لحظاتٍ يحل فيها الحنق والغيظ محل الرضى والسرور. ونعني بذلك حنق مندل على اجتياح الغزو البروسي للنمسا في عام 1866 ومنها قريته التبرين.
ولكن سرعان ما انزاح عنهم كابوس الغزو البروسي، وتمكن من أن يتابع عمله في هدوء، وكان قد أصبح مهتماً بتهجين نباتات البسلة المعروفة.
وإذا كنا نستطيع معرفة الحقيقة من أبسط الأشياء، فإن مندل كان يأمل في أن يستطيع عن طريق دراسته للوراثة في النباتات معرفة شيء عن سر الوراثة في الإنسان، وأخذ يسأل نفسه: (كيف يمكننا تفسير الألوان والأشكال المتعددة في الكائنات الحية؟).
ولكي يتمكن من الوصول إلى جواب معقول لهذا السؤال، طلب أن تعطى له قطعة أرض في حديقة الدير، ثم شرع في تحويلها إلى كتاب دراسي حَيّ.
فقد انتخب اثنين عشرين ضرباً من ضروب البسلة مختلفة في الشكل والحجم واللون، واستمر تسع سنوات وهو يقوم (بتزويجها) ثم إعادة (تزويجها) وإجراء (زيجات) مختلفات بينها.
وكان في أثناء ذلك يلاحظ الصفات التي تظهر في (الأبناء) الناتجين ملاحظة دقيقة.
ومن خلال عمليات (التزاوج) هذه، ودراسة (القانون الرياضي) الذي يحكم انتقال الصفات من جيلٍ إلى جيل، تمكن مندل من وضع قوانينه المعروفة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]