تصنيفات اضطرابات التغذية والأكل في مرحلة المهد أو الطفولة المبكرة
1997 فقدان الشهية العصبي
الدكتور أحمد محمد عبدالخالق
KFAS
اضطرابات التغذية والأكل في مرحلة المهد أو الطفولة المبكرة الطب
تتميز اضطرابات الأكل بالخلل الشديد في سلوك الأكل Eating behavior , وقد صدر الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع DSM-IV للأمراض النفسية والعقلية عام 1994 عن الرابطة الأمريكية للأطباء النفسيينAPA , متضمناً اضطرابات الأكل في موضعين كما يلي:
أولاً: اضطرابات تشخص لأول مرة عادة في المهد أو الطفولة المبكرة, وتشتمل على ثلاثة أنواع فرعية كما يلي:
1- اشتهاء أطعمة شاذة.
2- اضطراب الاجترار.
3- اضطرابات التغذية والأكل.
ثانياً: اضطرابات الأكل التي تشيع أكثر فيما بعد الطفولة, وتشتمل على الاضطرابين الآتيين:
1- فقدان الشهية العصبي.
2- زيادة الشهية العصبي.
ونعرض فيما يلي نبذة عن هذه الاضطرابات, وذلك قبل أن نركز على فقدان الشهية العصبي, وهو موضوع هذا الكلام.
أولاً: اضطرابات التغذية والأكل في المهد أو الطفولة المبكرة
وتشتمل على ثلاثة تصنيفات فرعية كما يلي:
1- اشتهاء أطعمة شاذة Pica
يتناول الطفل في هذا الاضطراب مواد غير مغذية لمدة شهر واحد على الأقل (حتى يشخص كذلك), وهذه المواد مثل: القاذورات والصلصال والورق والطين والرمل والجير والقماش والخيط والحبال والشعر والألوان والحجارة والحشرات وأوراق الشجر والمواد اللاصقة (مثل البلاستر)… وغير ذلك.
ولا يوجد لدى مثل هذا الفرد المصاب بهذا الاضطراب كراهية للطعام بوجه عام. ومن الواضح أن مثل هذا السلوك غير متلائم مع مستوى التطور أو النمو الذي وصل إليه الفرد، كما أن هذا السلوك لا يعد جانباً من الممارسات التي تثيب عليها الثقافة التي يعيش فيها الفرد.
ويزيد من احتمال حدوث هذه الحالة عوامل مثل: الفقر والإهمال ونقص الرعاية الوالدية وتأخر النمور.
واشتهاء الأطعمة الشاذة أو الوحم نادر الحدوث عند الكبار، ولكنه يشاهد أحياناً لدى صغار الأطفال، ويرتبط عادة بالتخلف العقلي، كما يوجد أحياناً لدى بعض النساء الحوامل.
وهذا الاشتهاء قد يكون أكثر انتشاراً مما نتصور، فقد بينت دراسات عديدة أن نسبة تتراوح بين 10%، 32% تقريباً من الأطفال من عمر سنة إلى عمر ست سنوات يمكن أن يكون لديهم هذا الاضطراب، ثم يتناقص معدل الانتشار بالتقدم في العمر بعد ذلك. ويشاهد هذا الاضطراب بشكل متساو عند الجنسين: الذكر والأنثى (9 ص ص 95-96، 36 ص529).
2- اضطراب الاجترار Rumination disorder
الخاصية الأساسية لهذا الاضطراب، إعادة مضغ الطعام والتقيؤ بشكل متكرر. ويحدث ذلك لدى الطفل بعد فترة سوية عادية في هذه الوظيفة، ويستمر (حتى يشخص كذلك) مدة شهر واحد على الأقل.
ويقوم الطفل في هذا الاضطراب باسترجاع الطعام الذي تم هضمه جزئياً إلى فه، دون وجود حالة واضحة من الغثيان أو محاولة التقيؤ أو الاشمئزاز.
ومن غير وجود حالة مرتبطة بذلك من اضطراب المعدة أو الأمعاء. ويقوم الطفل عادة بلفظ الطعام أو قذفه من فمه، والأكثر شيوعاً أن يقوم بمضغة وإعادة بلعه.
ولا ترجع هذه الأعراض عادة إلى حالة عضوية عامة أو إلى اضطراب في المعدة أو الأمعاء، كما أن لا تحدث أثناء اضطرابي فقدان الشهية العصبي أو زيادتها.
ويلاحظ هذا الاضطراب بتكرار أكثر لدى الرضع، ولكنه يمكن أن يشاهد على الأفراد الأكبر عمراً من ذلك، وبخاصة من لديهم تخلف عقلي.
ويصل التقيؤ Vomiting أو ترجيع الطعام في اضطراب الاجتزار إلى درجة يفقد فيها الطفل وزنه، ويفشل في الوصول إلى الوزن المناسب بالنسبة إلى عمره. ويمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية وبخاصة لدى الأطفال الأصغر عمراً، وقد يصل إلى الوفاة.
ويتراوح العمر الذي يشيع فيه بين ثلاثة أشهر حتى سنة من العمر، وذلك باستثناء من لديهم تأخر عقلي، حيث يحدث هذا الاضطراب عندهم في مرحلة تطورية متأخرة نسبياً. وتزداد معدلات حدوثه لدى الذكور عن الأناث.
ومن العوامل المهيئة لهذا الاضطراب: المشكلات النفسية والاجتماعية مثل نقص التنبيه، والإهمال، ومواقف الحياة الضاغطة، والمشكلات في علاقة الطفل بوالديه.
وقد يكون التخلف العقلي من العوامل المهيئة لهذا الاضطراب لدى الأطفال الأكبر عمراً والراشدين.
3- اضطراب التغذية Feeding disorder
الخاصية الأساسية لاضطراب التغذية في المهد والطفولة المبكرة، هي الفشل المستمر في الأكل بكمية كافية، ويترتب على ذلك، الفشل الواضح في أن يكسب الطفل وزناً، وبكلمات أخرى يخسر الطفل وزناً خلال شهر واحد على الأقل.
ولا توجد في هذا الاضطراب أية حالة عضوية عامة أو اضطراب مَعدي أو معوي شديد، بحيث يعد مسؤولاً عن هذا الاضطراب في التغذية، كما يجب ألا يحدث هذا الاضطراب (حتى يشخص كذلك) نتيجة نقص الطعام المتاح. وتكون بداية هذا الاضطراب قبل سن السادسة.
وقد لوحظ أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب التغذية يتسمون بوجه خاص بأنهم يسهل إثارتهم، ومن الصعب تسليتهم أثناء الإطعام، كما يبدون في صورة المتبلد المنسحب، وقد يكشفون أيضاً عن تأخر في تطورهم.
وفي بعض الحالات تؤثر مشكلات التفاعل بين الوالد والطفل في هذا الاضطراب، أو تجعل مشكلة إطعام الطفل تتفاقم، مثال ذلك: تقديم الطعام بطريقة غير مناسبة، أو الاستجابة لرفض الطفل للطعام كما لو كان فعلاً عدوانياً أو رفضاً.
وقد لوحظ أن الأطفال الذي يعانون من اضطراب التغذية يتسمون بوجه خاص بأنهم يسهل إثارتهم، ومن الصعب تسليتهم أثناء الإطعام، كما يبدون في صورة المتبلد المنسحب، وقد يكشفون أيضاً عن تأخر في تطورهم.
وفي بعض الحالات تؤثر مشكلات التفاعل بين الوالد والطفل في هذا الاضطراب، أو تجعل مشكلة إطعام الطفل تتفاقم، مثال ذلك: تقديم الطعام بطريقة غير مناسبة، أو الاستجابة لرفض الطفل للطعام كما لو كان فعلاً عدوانياً أو رفضاً.
ومن الممكن أن يؤدي نقص كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل إلى تفاقم جوانب أخرى كالقابلية للاستثارة والتأخر في النمو أو التطور، كما يؤدي إلى مزيد من مشكلات التغذية.
ومن العوامل التي توجد لدى الرضيع ويمكن أن ترتبط بالحالة: مشكلات التنظيم العصبي مثل: صعوبات اليقظة/ النوم، وتكرار التقيؤ، وفترات من التيقظ التي لا يمكن التنبؤ بها، والخلل في التطور الذي يجعل الطفل أقل استجابة. ومن الممكن أن ترتبط هذه الحالة بعوامل أخرى مثل مرض عقلي أو نفسي لدى أحد الوالدين، وإساءة استخدام الطفل أو إهماله.
ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى فقر الدم (الأنيميا)، وإلى نقص كل من البروتين والزلال، وقد تؤدي هذه الحالة إلى تهديد لحياة الطفل. ويوجد هذا الاضطراب بنسبة متساوية عند الجنسين.
وتوجد بين كل حالات الأطفال التي تدخل إلى المستشفيات نسبة تتراوح من 1-5% لحالات الفشل في اكتساب وزن مناسب، وتعكس نصف هذه الحالات اضطراباً في التغذية دون وجود حالة عضوية واضحة.
ويبدأ هذا الاضطراب عادة في السنة الأولى من العمر، ولكنه قد يبدأ في الأعمار من سنتين إلى ثلاث سنوات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]