تصنيفات العلماء المعتمدة لـ”المحميات الطبيعية” وأنواعها المتواجدة في الوطن العربي
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المحميات الطبيعية تصنيفات المحميات الطبيعية أنواع المحميات الطبيعية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
لقد اهتم العرب منذ القدم بحماية مساحات معينة من الأرض لتأمين استمرار إنتاج الكلأ والماء.
وكانوا يسمون هذا النظام بالحمى، ويستخدمونه لتربية الخيول والإبل، والحصول على الأخشاب أما فكرة إقامة «المحميات الطبيعية» الحديثة فقد نشأت خلال القرن الماضي عندما لوحظ اندثار أعداد هائلة من النباتات والحيوانات.
وكان معظم ذلك نتيجة للأنشطة البشرية المؤدية إلى التلوث البيئي، وتدمير الموائل والنظم البيئية، والصيد الجائر.
فمثلا إزالة مئات الألوف من الهكتارات من الغابات الاستوائية الغنية بتنوعها البيولوجي ينذر بانقراض كثير من الأنواع.
هذا إضافة إلى ظاهرتي التصحر والجفاف اللتين تزدادان حدة عاما بعد عام.
وحاليا لا تتعدى المساحة المخصصة للمحميات الطبيعية 5.9% من مساحة اليابسة على كوكب الأرض.
وبلغ عدد المناطق المحمية على مستوى العالم (حتى عام 1993) 8613 محمية طبيعية مساحتها 7922661 كيلومترا مربعا.
وأكبر هذه المحميات على الإطلاق حديقة طبيعية تقع في جرينلند تبلغ مساحتها 70 ألف كيلومتر مربع.
وتتنوع المحميات الطبيعية في أهدافها بطبيعتها وأسلوب إدارتها، ولذا يصنفها العلماء نماذج مختلفة نذكر منها:
1- محميات ذات طابع علمي: للمحافظة على البيئة الطبيعية وما بها من كائنات بهدف الدراسة، مع استمرار النظام البيئي فيها دون أي تدخل أو اضطراب.
2- الحدائق أو المتنزهات الوطنية: تشمل عادة مساحات شاسعة، وتحتوي على بيئات ونظم بيئية متنوعة بها كثير من أنواع الكائنات الحية، وتقدم الحماية والصيانة لنظام بيئي أو أكثر، مع استخدامات علمية وتعليمية وسياحية.
وتنتشر هذه الحدائق على الخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا.
ومن أشهرها حديقة كروجر في جنوب أفريقيا التي تشمل خمسا من الحيوانات الكبار، هي: الجاموس، والفيل، والفهد، والأسد، ووحيد القرن (الكركدن).
3- محمية الموئل الطبيعي: وتهدف إلى حماية أنواع معينة من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض.
4- محمية المناظر الطبيعية: وتضم منطقة بها مناظر طبيعية نادرة ذات أهمية ثقافية وفنية.
5- الأثر القومي الطبيعي: تكوين جيولوجي أو تجمع حيواني أو نباتي له أهمية ثقافية، مثل العيون والكهوف الطبيعية.
6- محمية الموارد الطبيعية: تحتوي على موارد طبيعية غير مستغلة، أو مكتشفة حديثا ويمكن استغلالها اقتصاديا، وتكون عادة بعيدة عن العمران. وتستخدم مواردها بطرق تتمشى مع السياسات القومية ودون الإضرار بالبيئة.
7- محمية الحياة الفطرية التقليدية: ويكون الإنسان طرفا فيها، وتستخدم مواردها بطريقة تقليدية دون تغيير جذري في نمط الحياة، ومع الحفاظ على تلك الموارد. ولهذه المناطق أهمية ثقافية وعلمية وسياحية في آن واحد.
8- التراث القومي العالمي: ويتضمن حماية مناطق تعد إرثا عالميا، ولا يعلن عن هذه المحميات إلا بعد دراسات مستفيضة.
ويوجد في العالم 445 موقعا ثقافيا منها نحو 54 موقعا بالدول العربية، و117 موقعا طبيعيا منها ثلاثة في المنطقة العربية، و20 موقعا ثقافيا وطبيعيا معا على مستوى العالم منها واحد فقط في المنطقة العربية.
المحميات الطبيعية في الوطن العربي: تنتشر المحميات الطبيعية في الوطن العربي، ولا زالت هناك اقتراحات للإعلان عن محميات جديدة.
فمثلا، في دولة الإمارات العربية المتحدة يوجد بعض المحميات المقترحة مثل جزر أبو الأبيض وبوطينة والرويس التي بها تجمعات كبيرة من عرائس البحر المهددة بالانقراض.
ولكن محمية المها الطبيعية تعد أول كيان بيئي في وسط الإمارات بدبي حيث نشكل منظومة بيئية متكاملة تعتمد على حيوانات تتعرض للانقراض.
أما في سلطنة عمان فقد تم الإعلان عن خمسة محميات بحرية: رأس الحد، ورأس الجنيز لحماية السلاحف، ومحمية خور صلالة لحماية الطيور المائية، ومحمية القرم لحماية أشجار القرم (الشورة) وجزر الديمانيات لحماية الشعاب المرجانية إضافة للمحميات والمستوطنات الطبيعية للسلاحف البحرية والمها العربي.
أما في المملكة العربية السعودية فأهم المحميات الطبيعية: محمية الجبيل للأحياء البحرية، ومحمية جزيرتي فارسان وأم القماري بالبحر الأحمر.
وفي دولة البحرين توجد محمية طبيعية بخليج نابولي، كما أنه من المعروف أن خليج سلوى المشترك بين البحرين وقطر به ثاني أكبر تجمع لعرائس البحر في العالضم (بعد أستراليا).
وفي المملكة الأردنية الهاشمية تم الإعلان عن محمية العقبة التي تمتد كيلومترين على شاطئ خليج العقبة بالبحر الأحمر.
أما في لبنان فتوجد محمية جزر النخل التي تتميز بتنوع بيولوجي كبير حيث تعد مكانا هاما لهجرة الطيور، وبها نوعان من السلاحف البحرية وحيوان الفقمة المحمي دوليا.
وفي سوريا أعلن عن اثنتي عشرة محمية منها: الشرخ والأرز، وأم الطيور، وجبل عبد العزيز، وجبل العرب، ومحمية الجبل الوسطاني، والحور الفراتي، ومحمية جزيرة الثورة.
وفي جمهورية مصر العربية يوجد عدد من المحميات الطبيعية منها أربعة في جنوب سيناء وهي: رأس محمد وجزيرتا تيران وصنافير التي تشتهر بتنوعها في الشعاب المرجانية والطيور، وغيرها، ونبق وأبو جالوم، وسانت كاترين التي أعلنت تراثا ثقافيا وعالميا؛ وواحدة في شمال سيناء، وهي محمية الزرانيق.
أما المحميات الأخرى فهي: محمية علبة، وجزيرتا غزال وسالوجا بالنيل ووادي العلاقي عند أسوان؛ وأشتوم الجميل والعميد؛ والغابة المتحجرة، والوادي الأسيوطي، ووادي الريان وبحيرة قارون في الفيوم؛ وقبة الحسنة بالجيزة وهي ذات تركيب جيولوجي فريد؛ وكهف وادي سنور، والأحراش، وجزر النيل وبحيرة البرلس وطابا.
أما في السودان فيوجد بها ثمانية محميات، هي: وادي هور؛ محمية سنقنيب البحرية، وبعض السلاسل الجبلية، وجبل مرة، ومنطقة أركيت (مرتفعات البحر الأحمر)، وجبال الإيماتونج، ومحمية بورتاكوس ومحمية بوما الاتحادية، وثلاث محميات تقع في جنوب السودان.
أما في إرتيريا فتوجد محمية جزر دحلق ذات التنوع العالي من الشعاب المرجانية.
وفي جيبوتي توجد محميتا موشا وماسكاتي. وفي ليبيا يوجد متنزه الكوف الوطني ويشمل 20 كيلومترا من الساحل. وفي تونس توجد 7 حدائق وطنية، وهي: محمية جاليتون البحرية والحديقة الوطنية بجزيرتي زميرة وزميرته و17 حديقة طبيعية.
وفي الجزائر توجد 4 محميات منها محميتان بحريتان: متنزه الكالا الوطني ومحمية راغيا الطبيعية. أما في المغرب فيوجد المتنزة الوطني للحسيمة.
المحميات الطبيعية في دولة الكويت: قامت الهيئة العامة للبيئة بإنشاء قسم للمحميات عهدت إليه بإدارة المحميات والإشراف عليها.
والمحميات القائمة بدولة الكويت هي:
1-محمية الجهراء: تبلغ مساحة المحمية ثلاثة كيلومترات مربعة يحدها الشريط الساحلي شرقا.
وهي ذات أهمية استراتيجية للطيور المهاجرة فهي محطة استراحة جيدة لهذه الطيور على مدار العام لما تتمتع به من تنوع بيولوجي غني وموارد طبيعية وافرة، وأهمها بركة الماء التي تعد العمود الفقري للحياة بداخل المحمية.
ومن أهم الطيور التي تزور المحمية: الصرد الرمادي الكبير (حمامي حساوي)، والبلشون الرمادي (بو الخصيف). والزقزاق (الرمادي)، والقبرة ذات العرف (قوبعة). ومن أهم النباتات في المحمية: الأثل والطرفة والبوص.
2- محمية الدوحة: تقع على ساحل خليج الصليبخات وتبلغ مساحتها 4.5 كيلومتر مربع وهي تتميز بتعدد الأنظمة البيئية المختلفة فيها.
ومن أهم الطيور التي توجد بالمحمية: الصرد الرمادي الكبير (حمامي حساوي)، والبلشون الرمادي (بو الخصيف)، والزقزاق (الرمادي)، والقبرة ذات العرف (قويعة)، والخضيراء (الخضري زياني وشباني)، والنورس (الجنة)، وطائر النحام (الفلامنجو) وبط البركة. ومن أهم نباتاتها: جزيرة، وسويدة، والهرم، وجنبه والحنظل والقصب.
3- متنزه الكويت الوطني: في شمال شرق الكويت بمساحة 330 كيلومترا مربعا. ويمتاز موقع المتنزه بوجود مرتفع (تلال) جال الزور.
ويشمل الموقع عشائر من عدد من النباتات، أما حيواناته فتم تصنيفها، وفيها من الثدييات 22 نوعا ومن الطيور 151 نوعا، ومن الزواحف 21 نوعا.
وقد تعرض المتنزه الوطني إلى دمار شديد خلال الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت وكذلك خلال فترة حرب التحرير.
ويقوم معهد الكويت للأبحاث العلمية بإعادة تأهيل هذه المنطقة بإعادة زراعة بعض مناطق المتنزه بالنباتات الصحراوية وإعادة الحياة الفطرية لها بالتدريج.
4- محمية بركة الطيور (الجهراء): وتقع ضمن منطقة محمية الجهراء. وهي منطقة ساحلية مالحة، تنتشر فيها نباتات القصباء التي تجذب أنواعا عديدة من الطيور المهاجرة في المواسم المختلفة.
كذلك تم تحديد مجموعة من المحميات في الكويت لغرض دراسة الإنتاج النباتي؛ وهي: محمية أم القرين، ومحمية الشقايا، ومحمية الروضتين والصليبية والمطلاع والمناقيش، ومحمية المقوع.
الإسلام والمحافظة على الحياة الفطرية: علمنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كيف نهتم ونحافظ على الحياة الفطرية بوجه عام: نباتاتها وحيواناتها.
كما أوصى، عليه الصلاة والسلام، جنود المسلمين أن يحافظوا على الثروات الطبيعية في بلاد الفتح الإسلامي فلا يقتلعوا شجرة أو ينزعوا نباتا من تربته.
وكان حريصا أيضا على أن يعرف الناس أهمية الحيوانات بالنسبة لهم وللطبيعة فأمرهم بالرفق والعناية بها، وعدم إفساد البيئة التي تعيش فيها.
ولقد ورد أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رأى جماعة اتخذوا طائرا هدفا يصوبون إليه ضرباتهم، فقال لهم: «من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله تعالى يوم القيامة يقول: يا رب إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة».
وهكذا تدعونا أخلاقيات الإسلام إلى حسن معاملة الحيوان وعدم اصطياده إلا لحاجة ضرورية. وموارد الحياة خلقها الله لنا.
وبالتالي فإن الانتفاع بها يعد في الإسلام حقا للجميع. ولذلك يجب أن يراعى في التصرف فيها مصلحة الناس، في الأجيال المتتابعة.
ولذلك ينبغي علينا ترشيد استخدامها والمحافظة عليها لمن بعدنا. كذلك ينبغي على الإنسان رعاية جميع الكائنات على سطح الأرض، لأن الله قد استخلفه على الأرض، فهي أمانة في عنقه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]