التاريخ

تطور الفلسفلة الطبيعية بواسطة “ماكسويل”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

الفلسفلة الطبيعية ماكسويل التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

لما كانت الفلسفة الطبيعية سائرة في الطريق التي اختطها لها نيوتن، كان علماء الطبيعة في القرنين السابع عشر والثامن عشر يتصورون أن المادة حقيقة وأن لا شيء يتغير فيها إلا حركتها، وأن هذا التغير لا يطرأ عليها إلا في فراغ.

فالحركة والمكان والزمان كانت تمثل حقائق الطبيعة الأساسية، لذلك أسند نيوتن إلي المكان والفراغ صفة (الإطلاق).

كذلك قال نيوتن بحقيقةٍ أخرى وهي أن القوى المحركة التي ينحصر فعلها بين دقائق المادة، هي قوى متصلة بدقائق المادة اتصالاً لا انفصام له، فهي موزعة في الفضاء وفقاً لنظامٍ ثابتٍ لا يتغير.

أما علماء القرن التاسع عشر فحسبوا أن هنالك نوعين من هذه الدقائق: الأول دقائق المادة المعروفة، والثاني دقائق الكهرباء. وحسبوا أن دقائق المادة يفعل بعضها ببعض بقوى تتناسب عكسياً ومربع المسافة بينها.

ولما كان نيوتن لا يميل إلى القول بالتفاعل بين الأجسام عن بُعد، فقد استنبط مذهباً ذرياً للضوء. فالضوء – عنده – دقائق أو جسيمات تنطلق من الجسم المضيء.

ولكن علماء القرن التاسع عشر عرفوا أن سرعة الضوء واحدة لا تتغير، وهذا لا يتفق – والحال كذلك- وقوانين نيوتن. لأنها تنص على أن الدقائق المتحركة تختلف باختلاف القوى التي تحركها، فلماذا تشذ دقائق الضوء عن هذا النظام؟

 

لذلك استُنبط المذهب التموجي في طبيعة الضوء، وقيل إن أمواج الضوء ليست إلا تموجات في الفضاء، ثم فرض الأثير على أنه الوسط الذي يتموَّج.

وجاء فاراداي، فأدرك بنبوغه وحسه المرهف، أنه يتعذَّر على القوى الطبيعية أن تفعل فعلاً مباشراً بالأجسام البعيدة، فإذا دفع جسم مكهرب جسماً مكهرباً على مسافه منه، فهذا الدفع في نظره لم ينتج عن فعل الجسم الأول بالجسم الثاني مباشرة ولكنه حصل (بواسطة) .

فالجسم الأول يفعل بالفضاء حوله فعلاً يمتد أثره فيه إلى جميع الجهات. وحالة الفضاء هذه دعاها فاراداي (المجال الكهربائى).

وأخيراً اقتحم ماكسويل الميدان، فابتدع المعادلات الرياضية التي أقامت الجسر بين مذهب التموج في الضوء ومذهب التموج الكهرومغناطيسي الذي نص عليه فاراداي.

فأصبح الضوء تموجات كهرومغناطيسية. وظل هذا القول نظرياً إلى أن أثبت هرتز ولودج وجود تموجات كهرومغناطيسية حقيقية وكشفا عن طريقة تبينها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى