تعاقب الحشرات على الجثث المغمورة في الماء
2011 علم الحشرات الجنائي
وليد عبد الغني كعكه
KFAS
الجثث المغمورة في الماء تعاقب الحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
تؤثر التغيرات التي تطرأ على الجثة بعد الوفاة وهي مغمورة بالماء في تطور عملية وزمن تحللها، وتختلف عن تلك التغيرات التي تطرأ على الجثة المعرضة للهواء الطلق أو المدفونة في التراب (Simpson 1985، الكحال 1990).
وعندما تغمر المياه رأس الجثة يندفع الدم إلى الرأس والنق، لذا فعندما يبدأ التحلل والذي يتأخر عادة إلى اليوم الخامس والسادس فإن أول ما يبدأ به هو الرأس.
أما ما بين اليوم السادس والعاشر من الوفاة فإن الجثة تعوم على سطح الماء نتيجة حصول التحلل الغازي فيها مما يجعل الوزن النوعي للجثة أخف من الوزن النوعي للماء فتطفو على سطح الماء، أما قبل ذلك وقبل أن يتشكل التحلل الغازي فإن الثقل النوعي للجثة يكون أكثر من الثقل النوعي للماء فترسب الجثة في الماء.
إن بقاء الجثة لمدة أطول ولفترة تتجاوز العشرة أيام تجعل جلد الجثة ينسلخ عما تحته بدرجة كبيرة وبما يشبه القفازات لليدين، كما يبدأ الشعر بالسقوط (الضياع) تدريجياً من على سطح الجثة والرأس.
أما بقاء الجثة في الماء لمدة تتجاوز الأسابيع الثلاثة تجعل أظافر اليدين والقدمين سهلة الاقتلاع بسهولة. وقد يعرض طول بقاء الجثة بالماء إلى مختلف أنواع النهش من الحيوانات المائية بما يحدث فيها جروحاً ميتة يجب تفريقها عن الجروح الرضية في الجسم الحي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا السير في عملية التحلل هو عندما تكون الجثة بمجرى تيار مائي نظيف، أما إذا وجدت الجثة بمستنقع أو بمياه دافئة فإن السير بالتحلل يكون أسرع ظهوراً وتطوراً. كما أن سير التحلل يسرع عند نقل الجثة من الماء إلى اليابسة.
قدم Simpson (1985) معلومات قيمة حول مصير الطفيليات الخارجية ذات الأهمية الجنائية. فالبراغيث تغرق بعد 24 ساعة إذا تم غمرها في الماء لمدة 12 ساعة، ولكن تحتاج إلى ساعة واحدة لكي تستعيد نشاطها.
ويموت قمل الجسم بعد 12 ساعة من غمرها في الماء. أما بالنسبة إلى يرقات الذباب المعدني والمتواجدة على الجسم خلال غمرها في الماء فإنها لن تعيش طويلاً، وإذا ما زالت حية فإن هذا قد يشير إلى نقل حديث للجثة من مكان آخر (Aruzhonov 1963).
إن تلوث الماء بواسطة المجاري أو المواد الكيميائية أو الماء الدافئ قرب محطات توليد الكهرباء قد يؤثر على الأنواع الحشرية ومفصليات الأرجل الأخرى والتي قد تؤثر على معدلات النمو.
تختلف الأنواع الحشرية وغيرها من مفصليات الأرجل المتواجدة على الجثث المغمورة في الماء عن تلك الجثث المعرضة للهواء أو الجثث المدفونة، ولكن إذا ظهر جزء من الجثة فوق سطح الماء (أو معرضة للهواء قبل الغمر) فقد يتواجد الذباب المعدني.
وتختلف الأنواع أيضاً بين الماء العذب والماء المالح. وقد سجل Holzer (1939) يرقات ذباب الكاديس (رتبة Trichoptera) وهي تتغذى على جنين مغمور في الماء لمدة 24 ساعة.
يعتبر تقدير الفترة التي انقضت على الوفاة أو الموت في البيئة المائية من الأمور الصعبة، وقد أجريت العديد من الأبحاث في هذا الشأن (Payne وKing 1972، Reh وآخرون 1977، Davis 1986، Cotton وآخرون 1987، Haskell وآخرون 1989، Haglund 1993، O’Brien 1994 و1997، Boyle وآخرون 1997، Rodriguez 1997، Sorg وآخرون 1997، Haglund و Sorg 2002، Seet 2005).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]