تعريف السدم

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

السدم الغازية أو المجرية (الكلمة اللاتينية nebula تعني سحابة) هي أماكن ولادة النجوم، فالنجوم الوليدة تتكثف ببطء لتخرج من المادة السديمية.

ويعزى سطوع السدم إلى النجوم داخلها أو بالقرب منها. إذا كانت النجوم المختلطة ساخنة جداً فإنها تدفع المادة السديمية إلى إطلاق كمية ما من السطوع الذاتي وتوصف بأنها سديم انبعاث، وإذا كانت النجوم أبرد يلمع السديم بفعل الانعكاس فقط ويسمى في هذه الحالة سديم انعكاسي.

وإذا لم يتوفر هناك نجوم ملائمة فإن السديم لا يستطيع أن يلمع أبداً ويبدو كأنه كتلة مظلمة تلطخ ضوء الأجسام وراءها. غير أن السديم الذي يبدو مظلماً لراصد ما قد يبدو ساطعاً من اتجاه آخر.

إن المادة في السدم عالية النقاوة، ومثال جيد على ذلك هي السحابة السديمية المشهورة في سيف الجبارالتي يبلغ قطرها 30 سنة ضوئية. ولو كان ممكناً أخذ عينة من النواة بحجم 2.5 سنتمتراً من داخلها، فإن الكتلة الإجمالية للمادة التي جمعت تكون أقل من كتلة قطعة نقد صغيرة. كما اكتشف الفلكيون أن العديد من السدم الساطعة هي فقط الأجزاء المرئية من سحب أكبر حجماً.

ما يسمى بالسدم الكوكبية هي ليست كواكب وليست سدماً بالمعنى الحقيقي. فهي تدعى كوكبية لأنها في عدسة المنظار تشبه قرص الكوكب، فما هي في الواقع إلا أغلفة غازية تحيط بالنجوم الساخنة التي تتطور في مرحلة القزم الأبيض.

ومن الأمور المثيرة للاهتمام أيضاً بقايا النجم فوق المستعر، ومن أشهر الأمثلة عليها سديم السرطان. كما أن السديم العادي هو المادة التي يتشكل منها النجم في البداية، فالأمر كذلك بالنسبة لبقايا النجم فوق المستعر هي المادة التي خلفت بعد الموت الانفجاري لنجم هائل الكتلة.