تعريف مرض السكري
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
يميل الناس للتفكير بالسكري على الاقتصار على كونه ارتفاع لمستوى السكر في الدم، وأنه يتطلب منهم اتباع نظام غذائي صارم وأخذ حقن الإنسولين.
فما هي ياترى الحقيقة الأكيدة للسكري؟ ولماذا يقول بعض الناس أنه أحد أعداء الصحة الجيدة؟ فدعنا نلقي نظرة معمقة على ما يطلق عليه الخبراء "مرض الأغنياء".
لقد كان الأطباء في الماضي يطلقون على أحد أنماط السكري "المرض السكري المعتمد على الإنسولين" (Insulin dependent diabetes mellitus IDDM) ، وعلى نمط آخر منه "المرض السكري غير المعتمد على الإنسولين" (Noninsulin Dependent diabetes mellitus NIDDM) ، إلا أن هذين المصطلحين لم يعودا يستخدمان اليوم على نطاق واسع، بسبب احتمال وقوع التباس لدى أولئك الذين ليس لديهم اطلاع واضح على المصلحات التخصصية الطبية.
ومن الناحية العملية والواقعية، فإننا اليوم نقتصر على استخدام مصطلحين بديلين عما سبق، وهما السكري من النمط 1 والسكري من النمط 2.
إن السكري ظاهرة استقلابية (أي أنه يتعلق بتفكيك المواد المستهلكة في الطعام، لتحويلها إلى طاقة)، فما السكري إلا نتيجة العملية التي تحدث عند هضم الطعام.
فعندما نأكل يتحول الطعام إلى غلوكوز، والغلوكوز هو شكل من أشكال السكر "الفعّالة"، ويعتبر المصدر الرئيسي للوقود الذي يستهلكه الجسم.
وعند ذلك يسير الغلوكوز في مسرى الدم ليعبر إلى بقية أجزاء الجسم ليقدم الطاقة والنمو. وحتى يتمكن الغلوكوز من الوصول إلى الخلايا، فإن الجسم يستخدم الإنسولين لإدخاله من مجرى الدم إلى داخل الخلايا، والإنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس، والبنكرياس غدة كبيرة الحجم تقع خلف المعدة.
وتظهر الإحصائيات أن 5-10 بالمئة من السكريين مصابون بالسكري من النمط 1، وفيه لا تنتج الخلايا "بيتا" كمية كافية من الإنسولين، مما يستدعي أن يأخذ المريض حقن الإنسولين.
ويشبه السكري من النمط 1 عملية اختطاف للنظام المناعي، تهاجم فيه الخلايا الجسم ذاتها، وتقود هذه العملية المناعية الذاتية التدميرية في نهاية المطاف إلى بعض الأمراض المناعية الذاتية مثل السكري وداء كرون ومتلازمة غودباستشر.
ويتم تشخيص السكري من النمط 1 عادة قبل عمر الثلاثين. أما السكري من النمط 2 فيحدث بالتدريج، مما يعني أنه ذو بدء بطيء، وتصل نسبة المصابين بهذا النمط من السكري إلى 90-95 بالمئة.
ويحدث هذا النمط من السكري بسبب المقاومة للأنسولين أو بسبب الحساسسية. ومهما كان السبب، فإن تدني مستوى أداء الخلايا بيتا لوظائفها يؤدي إلى خفض إنتاجها من الإنسولين.
ففي البدء يوصف للسكريبن من النمط 2 المعالجات الشائعة مثل النظام الغذائي، والقيام بالتمارين، فإذا تواصل ارتفاع مستوى الغلوكوز لديهم فقد يصف الأطباء لهم الأدوية من الأقراص الخافضة لسكر الدم، ولدى من يعاني من شدة أو كرب مفاجئ قد لا تؤثر الاقراص الخافضة لسكر الدم مما يؤدي إلى حاجة ماسة لحقن الإنسولين. وبشكل نموذجي يصيب السكري من النمط 2 البدينين ومن تجاوزوا سن الثلاثين.
ولاتقتصر الإصابة بالمضاعفات على الذين يأخذون حقن الإنسولين. وبغض النظر عن نمط السكري أكان من النمط 1 أم من النمط 2، فإن حالة السكري قد تستعصي على الضبط عندما يتأثر الجسم بعوامل مختلفة تؤدي لحدوث المضاعفات.
ويستطيع السكري أن يحيا حياة بعيدة عن المضاعفات المهددة للحياة بالتدبير الملائم للأعراض وبتجنب العوامل التي تثير بعض الأعراض.
وقد يغيب عن السكريين من النمط 2 الانطباع عن عدم إصابتهم فعلياً بالسكري، ويعود ذلك ببساطة إلى أنهم لا يأخذون حقن الإنسولين.
ولعلهم يعتقدون أن السكري لديهم على الحدود أو "بين بين". إلا أن مثل هذه الأفكار قد تكون مؤذية لهم، إذ ينبغي على السكريين أن يأخذوا حالتهم على محمل الجد، وأن يمتثلوا لنصائح الأطباء، وأن يتعرفوا على المزيد من طرق الوقاية من الأعراض وتجنب المضاعفات.
أما إذا كنت من العاملين الصحيين، فعليك أن تلتزم بتثقيف السكريين وبتعريفهم على الصورة الصحيحة. فإنك إذا عملت ذلك يتوجب عليك أن تحثهم على العمل من أجل المحافظة على صحتهم، وأن تساعدهم على فهم أن السكري لديهم ليس بسيطاً، وأنه قضية جدية.
ويشار إلى السكري من النمط 2 على أنه السكري المقاوم للأنسولين، وأنه نقص التحمل للغلوكوز، وأنه اختلال الغلوكوز عند قياسه بعد فترة من الصيام، وهو حالة تكون فيها مستويات الغلوكوز في الدم تتأرجح صعوداً وهبوطاً بين المستويات الوسطية وبين المستويات الدالة على السكري الحقيقي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]