تعريف هندسة الأشكال

1995 العلوم والمعارف الهندسية

جلال شوقي

KFAS

هندسة الأشكال الرياضيات والهندسة الهندسة

لعلنا – ونحن في بدء حديثنا عن الهندسة – أن نرد هذا اللفظ إلى كلمة "هنداز" أو "إنداز" بمعنى معيار ومقياس، ومنها كلمة "المهندز"، وهو الذي يقدر مجاري القنى والأبنية.

وتنحدر هذه الألفاظ من أصل فارسي، ولما كان كلام العرب لا يقبل زايا تتقدمها دال، صيروا الزاي سينا، فقالوا "مهندس"، والاسم "هندسة"، فالكلمة إذن معربة وترتبط بالقياس.

وتطلق كلمة هندسة على تكوين الأشكال والأسطح والمجسمات، وهو المجال الذي يطلق عليه في الغرب "Geometrie"، "Geometry" ويرجع في أصله إلى كلمة "جومطريا" أو "جيومطريا"، وهي الكلمة الإغريقية التي كان يستعملها الإغريق للدلالة على هذا النوع من النشاط الفكري ضمن إطار الرياضيات، وقد أخذها العرب كما هي في بداية حضارتهم قبل أن يبدلوا بها كلمة "هندسة".

ثمة مجال آخر تطلق عليه "هندسة"، ويقصد به ما يعرف في الغرب بكلمة “Engineering” وهو مجال التأصيل والتطبيق في بناء الأشياء وتشغيلها واستغلالها والتحكم فيها وتسخيرها لتحقيق أغراض مادية، ويتضمن ذلك الإفادة من المصادر الطبيعية وتطويعها لخدمة الإنسان والمجتمع.

وينقسم هذا المجال إلى تخصصات عديدة منها الهندسة العسكرية، والهندسة المدنية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الكيميائية وغير ذلك.

وسوف نعرض في هذه الدراسة لكلا المجالين، أقصد هندسة العلم الرياضي (Geometry)، وهندسة الصنائع أو صنعة الهندسة (Engineering)، وذلك في الحضارة الإسلامية.

ولعله من المناسب أن نشير هنا إلى أن كلمة (Engineering)، مأخوذة من كلمة (Engine)، وكان يقصد بها (an ingenious Device) أي وسيلة مبتكرة أو ذكية أو عبقرية، إذ أن كلمة "ingenious" تأتي من:

أي أن الأفكار الذكية أو النابهة تتولد في ذهن الرجل العبقري، وبالتالي فكلمة Engineering قصد بها مجال الفكر المبدع.