تفسير التغيرات الحاصلة لحركة دوران القمر حول الأرض
2013 دليل مراقب القمر
بيتر غريغو
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
إن الأرض والقمر كليهما يدوران حول مركز جاذبية مشترك، وهي نقطة تسمى المركز الكتليّ. ولو كانت الأرض والقمر متساويان في جميع الجوانب لكان موقع المركز الكتليّ في منتصف المسافة تماماً بين الجرمين. غير أن القمر له كتلة أكثر بقليل من 1% من كتلة الأرض، الأمر الذي يزيح المركز الكتليّ بشكل كبير نحونا – إلى قدر كبير بحيث يتوضع المركز الكتليّ فعلياً ضمن نطاق الأرض على بعد حوالي 4700 كم عن المركز.
يمكن أن يكون بعد القمر في نقطة الأوج أقصى ما يكون 406700 كم، في حين يمكن أن يقترب من الأرض في نقطة الحضيض إلى 356400 كم.
ويعني هذا الفرق بين المسافتين بمقدار 50300 كم بأن قطر القمر الظاهري في نقطة الحضيض هو «29’33 مقارنة بـ » 23’29 في نقطة الأوج. وبكلمات أخرى يكون القمر في نقطة الحضيض أكبر من حيث القطر الظاهري من القمر في نطقة الأوج بمقدار 14%.
ويمكن كشف هذا التغير بسهولة بالعين المجردة باستخدام أدوات متصالبة مركبة جيداً، وهي أداة كانت شائعة الاستخدام في أوساط علماء الفلك في الحقبة التي سبقت اختراع التليسكوبات. وينغبي أن تتكون أداة المواد المتصالبة القمرية من قطعة خشبية طويلة وقوية مع عدسة صغيرة معلقة في أحد الطرفين (فتحة مائلة) ومزلاج في الجهة الأخرى.
والمزلاج له مسماران مثبتان قريباً من بعضهما بحيث يمكن رؤية كامل قرص القمر تماماً من بين هذه المسماران عند النظر إليه عبر الفتحة المائلة. ويعني التغير في القطر الظاهر للقمر أن موقع المزلاج يتطلب التعديل قليلاً في كل ليلة ويمكن ملاحظة موقعه وفق مقياس مرسوم على الأداة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]