تفوق ونشاطات العالم “ماكسويل” رغم مرضه وبعد تخرجه
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم ماكسويل التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
المرض…والتفوق!
في صيف عام 1853 أصابت ماكسويل الحمي المخية، فظل مريضاً أسابيع عدة ولازمته آثارها فترة طويلة بعد شفائه منها.
ولا شك أن تلك الفترة كانت من الأوقات العصيبة بالنسبه له، ولكنها أدت إلى تعميق إيمانه الديني.
وفي يناير عام 1854 دخل امتحان مسابقة وقد لفَّ بطانية حول رجليه وفق نصيحه والده.
حيث كان به علَّة خفيفة، ومع ذلك كان ترتيبه في المسابقة الثاني، وكان الأول هو الرياضي الشهير إدوارد روث.
وفي مسابقة أخرى بكيمبردج للحصول على (جائزة سميث)، حيث كانت مواد الاختبار أكثر تقدماً، احتل ماكسويل وروث معاً المكانة الأولي.
الفوز بميدالية رمفورد
بعد حصول ماكسويل على شهادته الجامعية في عام 1854، بقي في ترينتي عامين يُدرِّس فيها ويحاضر ويُعطى دروساً خاصة للتلاميذ ويُجري تجاربه في علم الضوء.
وقد صمَّم نحلةً ذات أقراصٍ مُلوَّنة لدراسة اختلاط الألوان. وقد أمكنه أن يثبت أن تركيباً مناسباً من ألوانٍ ثلاثة أولية، هي الأحمر والأخضر والأزرق، ينتج عنها كل ألوان الطيف تقريباً.
ويعتبر مبحثه هذا أساس التلوين في التلفزيون؛ لأن جميع الألوان في هذا الجهاز ناتجة من مركبات تلك الألوان الثلاثة بالفعل.
وقد حصل أخيراً على ميدالية رمفورد من الجمعية الملكية نتيجة مباحثه الموفَّقة في علم الضوء.
نشاطٌ… عقب التخرج
لعل أهم نشاط زاوله ماكسويل في العامين اللذين لحقا تخرجه، وهما العامان اللذان قضاهما في ترينتي، كان قراءته المدقِّقة لكتاب فاراداى (بحوث تجريبية) وكذلك بدء دراساته في الكهرباء وهي الدراسات التي أدت إلى أعظم كشوفه، وقبل مغادرته ترينتي نشر أول عمل كبير له وهو بحث جميل (حول خطوط القوى لفاراداى).
وفي عام 1856 عُيِّن ماكسويل أستاذاً لكرسى الفلسفة الطبيعية بكلية ماريثال بمدينة أبردين.
وكان من بين الأسباب التي حدت به إلى التقدم لهذا المنصب رغبته في أن يكون قريباً من والده الذي كانت صحته آخذة في التدهور، بيد أن أباه مات قبل تعيينه في المنصب الجديد بأيامٍ قلائل، وكانت وفاة أبيه صدمة له وخسارة.
وفي أبردين واصل ماكسويل بحوثه في الكهرباء إلى جانب اشتغاله بالتدريس. ولم يكن في التدريس موفقاً، ربما لارتفاع مستواه مقابل انخفاض مستوى ذكاء طلابه.
البحث … في زحل!
اضطر ماكسويل إلى قطع دراساته في الكهرباء التي كان يجريها في أبردين مدة عامين تفرغ فيهما للإعداد لمسابقةٍ أجرتها جامعة كيمبردج للحصول على جائزة عن بحث حول حلقات كوكب زحل.
واستطاع أن يبرهن، في رسالةٍ رائعة تقع في 68 صفحة وصفها أحد أعضاء المرصد الملكي بأنها أعظم ما رأى من تطبيقٍ للرياضيات، على أن التركيب الوحيد الثابت لا بد وأن يتكون من جسيماتٍ غير متماسكة.
ونالت الرسالة الجائزة. ولم تكن مجرد وسيلة لذلك فحسب، وإنما كان لها أثرها الأعمق فقد أرست مكانته كأحد قادة الفيزيقا الرياضية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]