العلوم الإنسانية والإجتماعية

تقسيم العمل للحصول على نمو إقتصادي

2014 مجتمع السوق

سبايز بوتشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

بحث آدم سميث كيف أدت التغيرات في تنظيم الإنتاج إلى تقسيم العمل، ما ساعد النموّ الاقتصادي. ومن جهة أخرى، يوجد تقسيم للعمل بين الشركات المختلفة. فتسهّل الأسواق التجارة وتمكّن الشركات من التركيز على الإنتاج من أجل البيع. وفي المقابل، تستخدم الإيرادات لدفع الأجور وتستعمل الأرباح ليشتري أرباب العمل والعمّال ما يحتاجونه من بضاعة وخدمات.

غير أن سميث حدد قسماً من العمل في إطار كلّ شركة (Smith 1904 [1776], ch 1-3). ويظهر مثاله الشهير عن "مصنع الدبابيس" كيفية تقسيم العمل بين العمّال. فيقول "هنالك شخص يسحب السلك، وآخر يجعله مستقيماً، وثالث يقطعه، ورابع يجعل له طرفاً حاداً وما إلى هنالك. وبدل أن يمارس عامل واحد كلّ المهام وينتج كامل الدبّوس، لا ينتج الفرد الواحد إلا مكوّناً من الدبّوس.

ويشير سميث إلى أن هذا التخصص في المهام يزيد الإنتاجية بشكل كبير. فيصبح العمّال أكثر خبرة بالمهام الموكلة إليهم ويؤدونها بسرعة أكبر، كما أنه لا داعي كي يضيّعوا وقتهم في التنقل بين المهام. ويصبح العمّال أكثر إدراكاً حيال ما يقومون به وقد يقترحون أساليب عمل جديدة وأفضل. لقد تبنى هذه الفكرة لاحقاً هنري فورد (Henry Ford)، مؤسس شركة (Ford Motors) عند إنشاء طريقة التصنيع بالتجميع، التي قسّمت عملية الإنتاج إلى مهام بسيطة متكررة (مراجعة الفصلين 7 و8).

نموذج سميث التخصصي في المهام يترافق مع توسّع الأسواق والتجارة. فبدون توسّع السوق من سيشتري كلّ المنتجات الجديدة؟ وبدون زيادة العمّال في المناطق المدنية، من سيعمل في المصانع والمناجم؟ كما أن استخدام تقنيات متطورة لإنتاج وتوفير كمية أكبر من البضاعة غير منطقي إلا في حال كان الطلب كافياً على تلك البضاعة. وقد أدرك سميث هذا الرابط حين أقرّ أن "تقسيم العمل محدود بامتداد السوق" (1904 [1776], chapter 3). وفيما تخلّى الناس عن الأرض ودخلوا سوق العمل، ازداد تقسيم العمل وتوسّع الاقتصاد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى