شخصيّات

تكريم السيدة “هايدي كونيكر”

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

السيدة هايدي كونيكر شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

((عندما سمعت النداء باسمي؛ تملكتني رعشة في قدمي ويدي. بل أحسست وكأن شللا قد أصابني. ثم شعرت بزوجي وهو يدفعني إلى المنصة.

وكانت الأشياء تظهر أمامي مزدوجة من خلال الدموع التي في عيني. وعندما تسلمت الميدالية الذهبية لم أستطع التفوه بأكثر من عبارة: شكرا جزيلا…

لقد وضعني هذا اليوم على الخطوة الأولى في عالم الرجال، ولهذا فقد فعلت ما يفعله الرجال في مثل هذه الظروف، حيث التفت إلى الحضور، ولوحت لهم بالميدالية والشهادة التي تسلمتها توا.))

 

لقد حدث هذا المشهد في الخامس والعشرين من أبريل عام 1985، ضمن أحداث المعرض العالمي (الثالث عشر) للاختراعات والتقنيات الجديدة في جنيف، وسط (الأضواء الومضية) لأجهزة التصوير وأضواء كاميرات التلفزيون.

حيث كانت ((هنريت Henriette او هايدي كوكنيكر Heidi Konnecker)) الكيميائية التي تبلغ من العمر الخامسة والأربعين عاما، الألمانية الأصل، الهولندية بالزواج، أو فائزة تحصل على جائزة الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) التي تمنح للنساء المخترعات، بل كانت الرائدة في العالم؛ لأن الجائزة كانت الأولى من نوعها في العالم كله.

لم تتردد هيئة التحكيم، لحظة واحدة في منحها الميدالية الذهبية في مجال تخصصها التقني، وهو التصوير الفوتوغرافي.

 

لقد كانت ((هايدي كونيكر)) هي الأفضل بحق من ضمن كوكبة من النساء المخترعات اللآتي عرضن مخترعاتهن بمعرض جنيف. لقد كانت الشخصية التي تبحث عنها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO).

وبعد أنتهاء مراسم الاحتفال بتسليمها الجائزة، أمكن مشاهدة ((هايدي كونكر)) بجوار المنصة التي تحمل اختراعها في حالة من التيه والبهجة والسرور، ولم تعد ترتعد!

((لقد كأن الأمر مثيرا للدهشة، أن ترى هذا القدر من الفضول لدى الزائرين فهم يمرون الآن بالمنصة طوال الوقت لرؤية اختراعي)).

 

تقول هذا وهي تضحك: ((إذا أمعنت التفكير، أرى أنني لم يكن لي وجود يذكر منذ يومين!!، خاصة في عالم الرجال الذين لم يكونوا ليستمعوا لكلمة واحدة من شرحي لاختراعي.

وأستطيع أن أخمن كيف كان تفكيرهم: اختراع امرأة!! فقد اعتادوا سؤالي بابتسامة لطيفة: هل يمكن أن نرى زوجك المخترع!!؟))

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى