تكريم العالم “لويس باستير”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم لويس باستير التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
رسالة … وداع!
جاءت باستير امتيازات وتشريفات عديدة وإن تأخرت عن موعدها، فقد انتخب عضواً في المجمع العلمي، وأُنعم عليه بصليب جوقة الشرق وبعدد من الميداليات والأوسمة والشهادات، كما أقيمت له المآدب والاستقبالات والحفلات، وعلى الرغم من كل ذلك فقد استمر عالمنا كما هو باحثاً متواضعاً عن الحقيقة.
وقد اختارته حكومته ليمثل وطنه في المؤتمر الدولي للطب الذي عقد في لندن، وعندما دخل القاعة قوبل برعدٍ قاصفٍ من الهتاف والتصفيق من غير أن يدرك أنه هو المقصود بكل هذا الترحيب. ومن ثم التفت إلى مرافقه قائلاً : (يبدو أن أمير ويلز- ولي عهد إنجلترا آنذاك – قد وصل الآن!).
ثم عاد إلى باريس وإلى عمله في معهد باريس، وهو مستشفى لمحاربة الأمراض المعدية بُني تكريما له وتخليداً لذكراه، وأمضى في المعهد البقية الباقية من حياته وهو يبذل جهوده ليمد – وعلى حد تعبيره- حدود الحياة!
وجعلوا من يوم عيد ميلاده السبعين عطلة وطنية عامة وحضر احتفالاً أقيم تكريماً له في السوربون، وكانت صحته قد علاها الضعف لدرجة أنه لم يستطع أن يعبر بنفسه عن شكره للمندوبين الذين حضروا من مختلف الدول للاشتراك في الاحتفال.ك
ما طلب من ابنه أن يلقي كلمته بدلاً منه، وقد جاء في الكلمة : (أيها السادة: لتؤمنوا بأن الأمم سوف تتعلم آخر الأمر أن تتحد، لا من أجل التدمير، ولكن من أجل البقاء، وأنَّ المستقبل لن يكون أبداً للغزاة ولكن لمن يأخذون بيد الجنس البشرى نحو المحبة والسلام). وكانت تلك هي رسالة الوداع من باستير للعالم كله!.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]