تنوُّع لا حدود له

2012 التگاثر

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

تواجه العلماء الذين يحاولون تصنيف أنماط دورات الحياة الخاصة بالكائنات الحية مهمّة شاقة؛ إذ تُظهر الحيوانات، والنباتات، والكائنات الحية الأخرى قدراً هائلاً من فترات الحياة، إضافة إلى مجموعة متنوعة من تواريخ الحياة.

وعلى سبيل المثال، فقد تكون دورة حياة البكتيريا المفردة من القِصَر بمكان بحيث لا تتجاوز 20 دقيقة، وهي المدة بين انقسام خلوي والذي يليه (انظر المجلد الثاني: ص55-65). وفي المقابل، يمكن أن تعيش أشجار معينة –مثل شجرة السَّكُوْية- لمئات السنين. ولا تتكاثر بعض الكائنات الحية مثل الأخطبوط، وذباب مايو (mayflies)، ونباتات الخَيْزُرَان سوى مرة واحدة فقط طوال حياتها ومن ثمَّ تموت.

وهناك حيوانات ونباتات تعتمد بشكل كليّ على التكاثر الجنسي (انظر ص15-29)، وآخرى لا تتكاثر سوى بطريقة لاجنسية (انظر ص6-14)، ويستخدم البعض مزيجا من الطريقتين (ص9).

وتحظى العديد من أشكال الحياة بمراحل حياتية وهي صغيرة تختلف تماماً عن الكائنات البالغة.

وكخطوة أولى لفهم هذا التعقيد، يقارن العلماء أحياناً بين نوعين مختلفين من استراتيجيات تاريخ الحياة. ويوضحون أنه فيما بين النباتات، تبذل العديد من الأعشاب الشائعة جُلّ جهدها لإنتاج البذور، وليس لإنتاج أجساد قوية تبقى لأمد طويل من أجل أنفسها.

تنمو هذه الأعشاب وتتكاثر بسرعة،

وسرعان ما تنتشر في الظروف المواتية (مثل الأراضي الجرداء التي تم تطهيرها حديثاً).

وفي المقابل، فإن معظم الأشجار لا تصير ناضجة جنسياً لسنوات عديدة.

وبدلاً من ذلك، فإن العديد منها يُنمِّي أجساماً قوية ضخمة تسيطر على موئلها وتنجو من كل شيء عدا الكوارث الكبرى. وتتبنى الأعشاب والأشجار استراتيجيات مختلفة، لكن كل منهما يمكنه النجاح في ظل الظروف المناسبة. لكن لا تجد جميع الأنواع الحية المكان الملائم لها تماماً ضمن هذه الفئات؛ إذ يقع العديد منها ما بين النهايتين المتطرفتين.

بداية جيدة

تُعدّ المساعدة التي يتلقاها الحيوان أو النبات المنفرد في بداية حياته من والده (والديه) عاملاً حيوياً في نجاحه. ومن وجهة نظر النسل، كلما ازداد قدر المساعدة التي يتلقاها كلما كان ذلك أفضل.

لكنه يكون من الأفضل أحياناً بالنسبة للوالدين أن يركّزا على إنتاج المزيد من النسل، حتى ولو كان ذلك سيعني أن يحصل كل منهم على قدر أقل من المساعدة.