الكيمياء

توصل العالم “موزلي” للأعداد الذرية

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

الاعداد الذرية العالم موزلي الكيمياء

اتِّضاح… معالم الصورة

ورتَّب عالمنا نتائج مباحثه في رسومٍ بيانية. فوضع للعناصر أرقاماً تقابل مكانها في جدول مندلييف الدوري، ووضع أمام كل رقم منها، مقلوب الجذر المكعب لأطوال الموجات في أشعة إكس الخاصة بكل عنصر تقابله.

وثبت له ما ثبت. فلقد توصَّل إلى أنه إذا رُتِّبت العناصر، بحسب طول الموجات في الأشعة السينية الخاصة بها، صار في الإمكان تعيين العدد الخاص بكل عنصرٍ منها، وهو دائماً عددٌ صحيح. وأطلق على هذه الأعداد (الأعداد الذرية). وهي من 1-92.

وهنا قفل عائداً إلى أكسفورد ليسكن مع أمه. وأعدَّ له الأستاذ تونزند غرفة خاصة للبحث في معمله الطبيعي، حيث تمكن من مواصلة مباحثه في هدوءٍ واستقلال.

وكانت اللمسات الأخيرة في ذلك العناء على وشك أن تُوضع لتتضح معالم الصورة وتكتمل. (ما هو المعنى الذي تدل عليه هذه الأرقام ؟!)- هكذا كان موزلي تُحدِّثه نفسه.

وهنا سمع هاتفاً خفياً وكأن به استنطق الأشياء: إن في الذَّرَّة (كمية) أساسية تزداد ازدياداً مطرداً ومنتظماً كلما انتقلنا من عنصر إلى العنصر الذي فوقه، وأن هذه (الكمية) لا بد وأن تكون هي الشحنة الكهربائية الموجبة على نواة الذَّرَّة.

 

جدول… الأعداد الذرية

وأهلَّ عام 1912، وعالمنا لم يتجاوز بعد السادسة والعشرين، وفي ذلك العام أذاع نتائج أبحاثه مُلخِّصاً إياها فيما دعاه (جدول الأعداد الذرية).

فقد هيَّأ للعناصر جدولاً جديداً أقرب إلى طبيعة العناصر من جدول مندلييف، ونفح العالم بخريطةٍ لعناصر الأرض مبنيةٍ على الأعداد الذرية الأساسية لا على الأوزان الذرية.

كان جدول مندلييف قد خدم العلم والعلماء زهاء خمسين عاما، وها هو ذا شابٌ ألمعي يُنشئ خريطة جديدة هي بمثابة المفتاح لأسرارٍ كثيرةٍ مجهولة…

فالهيدروجين في جدوله كان العنصر الأول وعدده الذري (1)، واليورانيوم هو العنصر الأخير وعدده الذري (92) .

وليس وراء اليورانيوم عنصر آخر. وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تجرَّأ فيها عالمٌ على مثل هذا التصريح.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى