جوائز الإنجاز الهندسي
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جوائز الإنجاز الهندسي (Prizes For Engineering Achievement). التحديات والمسابقات أشياء مألوفة لطلاب الهندسة، حيث اشترك العديد منهم في أنشطة مثل مسابقات سقوط البيضة ومسابقات القوارب الخرسانية الطويلة. ولا تكون الجائزة نادراً أكثر من ميدالية مع حقوق التباهي، ولكن الدروس المكتسبة لا تقدّر بثمن. لكن في الحياة اليومية للهندسة تكون التحديات والمسابقات مترافقة، على نحو متزايد، مع جوائز مالية كبيرة يروّج لها كوسيلة لتشجيع تطوير تكنولوجيات جديدة مطلوبة، مثل بطاريات خفيفة الوزن وخلايا شمسية فعالة ومركبات فضائية مبتكرة. ويمكن أن يكوّن المشاركون والمتسابقون فرقاً من شركات أعمال كبيرة أو شركات صغيرة مثل تلك التي تتشكل في الجامعات والكليات. وغالباً ما يريد رعاة هذه المسابقات فتحها لكل من يريد المشاركة، أملاً في الحصول على مصادر إبداع جديدة وتفكير خارج التقاليد المعهودة، وخارج الأفكار المغلقة المسبقة (Out-of-the-box).
فكرة جائزة التكنولوجيا ليست بفكرة جديدة بالطبع. فقد قامت الحكومة البريطانية في القرن الثامن عشر بعرض جوائز بمقدار 20 ألف جنيه لطريقة تحديد خط الطول في البحر. وفي النهاية منحت جائزة بمبلغ 14315 جنيهاً لصانع الساعات البريطاني، الذي تعلم المهنة بنفسه، جون هاريسن (John Harrison) (1693-1776)، على عمله في آلته البحرية لقياس الزمن (Chronometer) الذي استغرقه ثلاثة عقود. ويروي دافا سوبل (Dava Soble) حكاية هذه الآلة على نحو مشوّق في كتابه:Longitude: The True Story of a Lone Genius Who Solved the Greatest Scientific Problem of His Time (New York: Penguin, 1996). و"المعضلة العلمية" (Scientific Problem) كانت في الحقيقة معضلة هندسية. وفي بداية القرن العشرين، كانت هناك جائزة أورتيغ (Orteig Prize) التي حمّست أول الطيارين على الطيران بلا توقف بين نيويورك وباريس، وهي مأثرَةٌ حققها تشارلز ليندبيرغ (Charles Lindbergh) عام 1927.
لم يكن التحدي ما يجذب المتسابقين فقط. فقد كان الأفراد الفائزون، أو الفرق الفائزة يحصلون على ميزة كبيرة في الأسواق المتطلعة إلى تكنولوجيا جديدة. وحتى لو كانت الجائزة المالية لا تساوي نفقات البحث والتطوير التي يتكلفها الفائز، لكن المسابقات التي ترعاها الحكومات يمكن أن يكون لها إغراء شراء عقود كبيرة تُخصص للتكنولوجيا المختبرة الرائدة.
في أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2008، عندما اقترب غالون البنزين من خمسة دولارات في كاليفورنيا، عرض المرشح جون ماكين (John McCain) جائزة بقيمة 300 مليون دولار لبطارية لها القدرة على تمكين السيارات المجهزة بها من أداء أفضل من السيارات الكهربائية أو الهجينة التي كانت موجودة. وذكّر ماكين الناخبين المحتملين بأن الجائزة ستكلف دافعي الضرائب دولاراً واحداً عن كل فرد، ولكنها ستمثل خطوة جبارة في الاستقلال في موارد الطاقة [في الولايات المتحدة]. ربما جاء المقترح عقب فكرة جائزة لبطارية فائقة غير ممولة في ذلك الوقت بقيمة بليون دولار، أو عقب دعوة سابقة لمسابقة يرعاها البنتاغون عرفت بجائزة الطاقة الكهربائية القابلة للحمل أو اللبس. وهي روّجت لتكنولوجيا جديدة مثل خلية وقود عليها أن تخفف من وزن البطارية (بحوالى 20 رطلاً) التي على الجنود حملها في الميدان لتشغيل مناظير الرؤية الليلية وأجهزة الراديو والحاسوب وأجهزة إلكترونية أخرى. ومنذ عام 2004 ترعى وكالة مشاريع البحث المتقدم للدفاع (Defense Advanced Research Projects Agency-DARPA)مسابقات لتشجيع تطوير عربات روبوتية مستقلة عليها توصيل المؤن في منطقة قتال. جذبت أول جائزة مليون دولار عدداً من المتنافسين إلى سباق اختبار صحراء موهافي (Mojave Desert).
ازداد عدد الجوائز "الأبجدية". فهناك جائزة العشرة ملايين المسماة جائز إكس الأنصاري (Ansari X Prize)، المخصصة لعربات الفضاء التي يمولها قطاع خاص، يتوجب عليها أن تحمل ثلاثة ركاب لمرتين في غضون أسبوعين، في رحلة تصل إلى مئة كيلومتر ارتفاعاً في الفضاء، وقد فازت شركة بيرت روتن(Burt Rutan) المسماة سبايس – شيب – وان [مركبة الفضاء واحد] (SpaceShipOne) بهذه الجائزة عام 2004. وهناك جائزة محسنة في مخطط أعمال فيرجين غلاغتيك (Virgin Galactic)، بقيمة 200,000 دولار لرحلات إلى الفضاء. وترعى غوغل جائزة لونار إكس (Lunar X Prize) بقيمة 20 مليون دولار، ستمنح لأول مشارك يطوف بعربة لمسافة 500 متر على الأقل فوق سطح القمر ويرسل صوراً للأرض. وفي عام 2010 خصصت وزارة الطاقة جائز L بقيمة عشرة ملايين دولار لمصباح إضاءة فعال لمشارك واعد، يجري اختبارات للتأكد من أن مصباحه سيحقق متطلب المسابقة القائل بأن على المصباح أن يعمل 25 ألف ساعة.
هذه الجوائز، التي توصف بأنها نوع جديد من أعمال الخير، تشجع بالتأكيد برامج البحث والتطوير التي يمكن أن ينتج منها تكنولوجيات جديدة ذات فائدة كبيرة جداً للجيوش وأعمال اقتصادية في الفضاء وعلى الأرض، على حد سواء. انظر:The Essential Engineer: Why Science Alone Will Not Solve Our Global Problems (New York: Knopf, 2010), chapter 14.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]