التاريخ

حضارات متنوعة شهدت مرض السكري

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

مرض السكري التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

هذا كل ما خلفه لنا إنسان الماضي حين ترك لنا أثراً نهتدي به، بعد أن قامت الحضارات وعرف إنساننها كيف يقرأ ويكتب؟ ويبدو أن هذا المرض كان مرضاً نادراً في القديم على ما توحي به كتابات الأطباء القدامى.

فالمريض في ذلك الزمن الغابر لم تتهيأ له معرفة كنة ما يعاني منه، ولم يتوافر له علاج مناسب يتغلب به على محنته، فكان المرض يتفاقم معه إلى أن يقضي نحبه في سنوات معدودات دون أن يترك خلفه ذرية تعاني من الأمراض، فإن ترك جاء أولاده مثله مرضى وبخاصة لأن عامل الوراثة على ما يقال له دور في انتقال امرض من جيل إلى جيل.

وإذا كانت الحضارة المصرية أول الحضارات الإنسانية التي تركت لنا وراءها أثراً نهتدي به، فإن بردية "ايبرس" التي كشفها "ايبرس" عام 1872 في الأقصر وقدروا عمرها بحوالي 1500 سنة قبل الميلاد، تصف لنا مرضاً يعاني فيه المريض من عطش شديد وبوال متكرر ربما كان على الأغلب هو مرض السكر، وكذلك ذهبت بردية "هيرست" عام (1350 ق.م.) وبردية "أبردين".

 

أهل الهند – على ما يبدو – كان لهم بالمرض خبرة، وربما كان مرض السكر عندهم أكثر شيوعاً، لهذا كانوا يسمون مريض السكر بالرجل الذي يبول عسلاً لأن الذباب كان يتراكم عليه.

ولعل أحدهم قد حاول أن يتذوقه فوجده حلو المذاق، وفي ذلك الزمان كان عندهم طبيب مشهور يدعونه "أتريا" من أطباء القرن السادس قبل الميلاد، ترك لنا أثراً في المراجع المعروفة بــ "السنسكرتية" باسم "آداب فيديك"، وعلى درب الطبيب الهندي الأول "أتريا" جاء طبيب أكثر حداثة منه اسمه "شاراكا" في القرن الثاني بعد الميلاد.

ومن بعده جاء الطبيب المشهور "سوسروتا" في القرن السادس بعد الميلاد، فاعطى المرض اسم بول العسل أو Medhumeha "ميدهوميها" إذ وجد للبول طعماً حلواً، فإذا ما لامسته الأصابع فإنها تلتصق به!

 

لقد كتب عنه الطبيب "سوسروتا" هذا فيما كتب، "إن المرض يصاحبه عطش شديد مع ضعف في العضلات ولصاحبه رائحة كريهة! إنه يصيب الأغنياء بأكثر مما يصيب الفقراء، والبدينين هم أغلب مرضاه، والأقلية هم النحيفون الفقراء.

جيران أهل الهند من الصينيين عندهم طبيب مشهور يدعونه "نشانج تو كينج" يقدرون زمانه بحوالي 200 قبل الميلاد، وهو عندهم معروف بمثل ما هو "أبقراط" معروف عند الإغريق، لقد جاء الصيني "تشانج تو كينج" أيضاً على ذكر المرض، وتحدث عن مأساة العطش الذي يصاحبه كثرة إدرار البول وسماه بمرض العطش.

 

والإغريق من أهل الغرب عرفوا أيضاً ظاهرة مرض السكر، بل إنهم هم الذين سموه باسم الديابيتس Diabetes مما هو معروف به حتى الآن، وتعني في لغتهم معنى "النافورة" لكثرة ما يبول المريض فيصبح أشبه بالنافورة،

كان أول من ابتدع هذا الاسم هو طبيب من اليونان، كان يعيش في روما في القرن الثاني اسمه "اريتاوس" من كابا دوكيا في الأناضول كتب عنه فقال: إن الديابيتس مرض له تأثير غريب إذ إنه يذيب اللحم والعظم ويحيلهما إلى بول، لذلك فالمريض لا يتوقف عن البول ويصبح كأنه صنبور ماء".

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى